معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية: رومني يلجأ إلى سلاح الإيمان الديني

وضع المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ميت رومني العامل الديني في صلب معركته للوصول إلى البيت الأبيض، فيما كرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعده بتقليص أكبر للعجز المالي المتنامي في البلاد في حال إعادة انتخابه لولاية ثانية.

وضع رومني العامل الديني في صلب حملته، وجاء ذلك عند ظهوره في برنامج تلفزيوني تبشيري إنجيلي، يُعِدُّه بات روبرتسون في ولاية فرجينيا أمس الأول، إذ استفاد المرشح الجمهوري من الخلاف الذي ظهر في مؤتمر الحزب الديمقراطي، حين اضطر أوباما للطلب من الديموقراطيين إعادة إدراج الإشارات الواردة في برنامج الحزب حول اعتبار (القدس عاصمة لإسرائيل) وعن (الله) لإنهاء الجدل السياسي الحساس في البلاد.

وقال رومني، أمام الحشد المشارك في البرنامج، (لن أشطب الله من برنامجنا. لن أزيل الله من قلبي. نحن أمة كرمها الله). ورأى أن الأمريكيين يحتاجون إلى رئيس (يلتزم لأجل أمة تعترف أننا، الشعب الأمريكي، حصلنا على حقوقنا لا من الحكومة، لكن من الله نفسه). وألمح إلى أن الديمقراطيين يريدون شطب عبارة (بالله نؤمن) عن العملة الأمريكية.

وسارعت حملة أوباما إلى التنديد بتصريحات رومني. وقالت المتحدثة باسم الحملة ليز سميث: (إنَّ شن هجمات متطرفة ومغلوطة ضد الرئيس تتماشى مع أشد الأصوات لدى الحزب الجمهوري الداعية إلى زرع الشقاق). وأضافت (هذه ليست طريقة لجعل أمريكا أقوى. إنها وسيلة للانقسام وأَخْذِنا إلى الوراء).

ورد فريق حملة رومني قائلاً: إن حملة أوباما هي التي (تؤلب الناس بعضهم ضد بعض). وقال مستشار الحملة كيفن مادن: (إنه أمر بعيد جداً عما وعد به الناخبين حين كان مرشحاً).

ويأتي هذا الجدل الجديد في الحملة الانتخابية وسط مؤشرات على تزايد شعبية أوباما بعد مؤتمر الحزب الديمقراطي في الأسبوع الماضي، إذ ارتفعت بنقطة لتصبح 49 في المئة مقابل 45 في المئة لرومني بحسب استطلاع أجراه معهد (غالوب).

واستعداداً لمواجهة مباشرة بينهما في ثلاث مناظرات تلفزيونية مرتقبة في تشرين الأول المقبل، قبيل الانتخابات التي ستجري في 6 تشرين الثاني المقبل، شن أوباما ورومني هجمات أحدهما ضد الآخر.

وقال أوباما، في جولة له بالحافلة في وسط فلوريدا، الذي يقرر عادة مصير أصوات الولاية وفي بعض الأحيان الرئاسة، إن (القيم التي نحارب من أجلها ليست قيم الديمقراطيين ولا الجمهوريين، إنها قيم الولايات المتحدة). وكرر هجومه على رومني بسبب السياسات الاقتصادية للجمهوريين، قائلاً: إنها فشلت، ويمكن أن تتسبب بأزمة مالية جديدة.

ووعد أوباما، في مقابلة مع شبكة (سي بي إس)، بتقليصٍ أكبر للعجز المالي المتنامي في البلاد في حال إعادة انتخابه لولاية ثانية. ويراهن الجمهوريون على هشاشة الاقتصاد وانفجار الدين الوطني الذي ازداد ستة آلاف مليار دولار ليبلغ 16 ألف مليار دولار خلال ولاية أوباما، وذلك أملاً بإقناع الناخبين بأنهم يقدمون بديلاً أفضل.

وأكد أوباما أن التزام رومني بتقليص العجز بمقدار خمسة آلاف مليار دولار (سيتم على حساب الطبقة الوسطى والفقراء). وتابع (إنهم (الجمهوريين) يقومون بذلك منذ أكثر من 30 عاماً. يتسلمون السلطة ويقومون بخفض الضرائب أكثر من خفضهم للنفقات. سيفجرون الدين ويضعفون الاقتصاد).

من جانبه، التزم رومني، في مقابلة مع شبكة (إن بي سي)، الحفاظ على موازنة وزارة الدفاع التي يأمل أوباما بتقليصها. وقال: (أعتقد أن البيت الأبيض أخطأ في هذا الاقتراح، وأن الجمهوريين أخطؤوا في القبول به). وأضاف: (إذا انتخبت رئيساً فإنني سأوقف عملية خفض الإنفاق، وسأعيد بناء الجيش الأمريكي القوي).

وبموجب هذا الاتفاق، سيتم اقتطاع 55 مليار دولار من موازنة وزارة الدفاع، بدءاً من أول كانون الثاني عام 2013.

العدد 1104 - 24/4/2024