من ثمار الأزمة

ليلى السورية

عندما هدَّدَتْها العصابة بالقتل، أجابتهم مرفوعة الرأس: لتقتلوني، مدافعةً عن بلدي وكرامتي، فيقالُ قاومتْ واستشهدتْ. خيرٌ لي من أن أعيش منصاعةً لإرهابكم ومذعنةً لرغباتكم، ويقال هانتْ وخانتْ!

 

خيال مخطوف

قبل أن يخلد المخطوف إلى غيبوبته المعتادة على أيدي مختطفيه، غافلهم وعاد خلسةً على جناحي خياله إلى بيته، حيث وجد عياله ما زالوا مثلما غادرهم: الزوجة، تحضر (طبخة المجدرة)  بانتظار ربطة الخبز.

الابنة، تعدُّ نفسها لاستقبال الكتب الناقصة، من مقررات الصف التاسع. التي اشترتها من قريبتها، المرفَّعة إلى المرحلة الثانوية.

وطفله، يهيىء خصره وحزامه وفرحته. التي سيلاقي بها والده، وقد عاد برفقة (المسدس) الذي وعده بشرائه له، كي يقضي به على الإرهابيين.

 

فيهم ومنهم              

في الإخوة الأعداءِ، مَنْ يتبادلون التهم، والشتائم، والمواقع، والغنائم.. وفيهم مَنْ يتخذون الأديان، والطوائف، والمللَ، والنحلَ روافع إلى غاياتهم الساقطة. معلنين الحرية، والديمقراطية، والمدنية، لافتة.

 

أشياء وأشلاء

عندما هُرع رجال الإسعاف، إلى مكان الحادثِ. لم يجدوا ما يمكن إنقاذه، سوى كرسيٍّ متحرك، فقد حمولته.. وعكازٍ قُنص منه متعكِّزَه.. وفردةِ حذاءِ طفلٍ، طارت عنها رجلها، وكتابٍ مدرسيٍّ لم يبقَ له من صاحبه، غير اسمه وبصمات أصابعه.

 

الشهادة لله

بعدما التمَّ شمل المؤبنين، القادمين من ثلاث جهات البلد: الشعبية منها.. الرسمية.. والما بين / بين. بُدئ عرس الرصاص والخطابة. منهم مَنْ أشادَ بمناقب القيادة.. ومنهم مَنْ أشاد بمناقب المقاومة.. ومنهم مَنْ أشاد بمناقب الشهادة لا غير. المتوفى فقط بقي خارج التغطية، حتى أُسدل عليه غطاءُ الرحمة!

العدد 1105 - 01/5/2024