لقبها أعداؤها بـ( العرّافة العجوز الآتية من الشرق) رحيل السيدة الأولى للصحافة الأمريكية هيلين توماس
توفيت منذ أيام عن عمر يناهز 92 عاماً عميدة الصحفيين والمراسلين الأمريكيين الصحفية الأمريكية المخضرمة هيلين توماس (1920 2013) ذات الأصول العربية اللبنانية، والتي امتدت حياتها المهنية على مدى أكثر من نصف قرن، منذ عهد الرئيس الأمريكي جون كينيدي وصولاً إلى عهد الرئيس الحالي باراك أوباما.
في تغطيتها أخبار البيت الأبيض لنحو خمسة عقود، واجهت (توماس) الرؤساء الأمريكيين العشرة الذين شهدت حياتهم ومسيراتهم، بأسئلة لم يكن صحفي يجرؤ على التفكير في طرحها، وبذلك تخسر الصحافة الأمريكية شخصية لم تكن تهاب صاحب أكبر منصب في الولايات المتحدة بمواجهته بأسئلة حقيقية، حتى وإن كانت حول الكيان الصهيوني والجرائم التي يرتكبها الصهاينة والجنود الأمريكيون.
وتعدّ الراحلة (هيلين توماس) من رائدات العمل الصحفي في العالم، إذ يقول عنها مراقبون: إنها حولت مهنة طرح الأسئلة إلى ما يشبه استنطاق المسؤولين، وخصوصاً عندما كانت تستشف محاولات إخفاء الحقائق أو تضليل الرأي العام.
ارتبط اسم (توماس) دائماً بعبارة (أول امرأة). فهي كانت أول امرأة تعينها وكالة أنباء رئيسية (يونايتد برس إنترنيشنال) مديرة لمكتبها في البيت الأبيض في ،1974 وكانت أول امرأة ترأس جمعية الصحفيين في البيت الأبيض، وأول امرأة تعلن انتهاء المؤتمرات الصحفية للرؤساء. وهي أول صحفية من أصول عربية تدخل البيت الأبيض، وأول امرأة ترأس نادي الصحافة الوطني، والمرأة الوحيدة التي كانت في الوفد الصحفي الذي رافق الرئيس ريتشارد نيكسون في رحلته التاريخية إلى الصين في 1972.
وفي فترة عملها الصحفي الطويلة أجرت (توماس) حوارات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، وسألت عن قضايا عدة شغلت الرأي العام الأمريكي والعالمي، مثل قضية (ووتر غيت) عام 1972. وقد حفلت مذكراتها، التي حملت عنوان (الصف الأول في البيت الأبيض)، بقصص غنية عن علاقاتها المعقدة مع الرؤساء الذين غطتهم بدءًا من ولاية جون كينيدي.
توماس التي لطالما فاخرت بأصولها العربية، (أشعر بانتماء إلى لبنان. أحس بانتمائي إلى ثقافتين)، ولدت في كنف أسرة مهاجرة في ولاية (كنتاكي)، ولم يكن والداها يعرفان القراءة والكتابة، فشقت طريقها بنفسها دون مساعدة من أحد.