كيف بدأت مشاكل أوكرانيا.. وأين ستنتهي؟

 

تحاول الولايات المتحدة والغرب المتمثل بالاستعمار الاقتصادي الجديد، عن طريق منظمته الواسعة الاتحاد الأوربي، تشريع مستوى الإرهاب ومن هو إرهابي، ثم تشريع مكان ومدى خرق حقوق الإنسان، إضافة إلى العشرات من منظمات حقوق الإنسان، التي للأسف أصبحت اليوم تنفذ أجندة خارجية، وتأتمر بسياسة الدول الأوربية الغربية، وأمريكا من وراء الستار.

واليوم أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تشن حروباً على الشعوب والمجتمعات، محاولة إجبارها على السير بسياسة البيت الأبيض والبنتاغون، بتوجيه من المخابرات الأمريكية.

إن ما حصل في السنوات الثلاث من فوضى خلاقة في مجتمعاتنا العربية، وماوصلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة في بلدان مايسمى (الربيع العربي)، وماآلت إليه الأوضاع المدمرة في ليبيا ومصر واليمن وتونس، وما يحصل حالياً في سورية. نرى أن الولايات المتحدة والغرب تحاولان إعادة السيناريو نفسه في أوكرانيا ومحاولة إشغال والهاء الشعب الأوكراني بالفوضى المدمرة وتطويرها إلى الاقتتال الداخلي، لتتمكن بسهولة من القضاء على العصب الاقتصادي وثم السياسي والاجتماعي، وتوجيههم حسب مخططات الغرب وأهدافهم، وهذا مايطلقون عليه تسمية (الشراكة الأوربية) وإذا تابعنا تطورات الأزمة الأوكرانية وبمقارنتها مع ماحصل بالبلدان العربية من تدخل سافر للغرب والأمريكان، حتى إن درجة السفالة وصلت ببعض وزراء الخارجية الأوربيين إلى التدخل السافر والعنيف في الشؤون الداخلية الأوكرانية العلني، بذهابهم إلى كييف، ونزولهم إلى ساحة التظاهر ودعم المتظاهرين.

لقد بدؤوا بمطالبة الحكومة ورئيس الجمهورية بالتوقيع على صك الشراكة المجحف مع الاتحاد الأوربي، وعندما جاء الرد، على غير ماكانوا يريدون مخططي الفوضى ومنظمي التظاهر المشبوهين، بدعوة المتظاهرين وأحزاب المعارضة إلى طاولة الحوار، للنقاش والخروج بقرار مشترك والاتفاق على خريطة طريق فيما يتعلق بموضوع الشراكة مع الاتحاد الأوربي، طاش صواب المعارضة، واستاؤوا من معالجة القيادة الأوكرانية الحكيمة للسياسة المتبعة لمعالجة الأزمة. كان الرد من المتظاهرين الاستمرار في التظاهر مع التصعيد المستمر، وهنا جاء المورفين الغربي والأمريكي إلى الساحة الرئيسية للتظاهر، وتحول مجرى الخطاب السياسي، وأصبح رحيل الرئيس وإسقاط الحكومة والبدء بعمليات التخريب التي ستؤدي إلى شل الحركة ومحاولة تفعيل الاقتتال الداخلي بين معارض وموالٍ. من هنا نتوصل إلى نتيجة لامجال للشك فيها أن المنظم والمخطط والداعم والممول لما سمي (الربيع العربي) هو نفسه يعيد المشهد في أوكرانيا. وإذا منيت مخططاته بالفشل، سيصل به الأمر لاحقاً إلى تجنيد الإرهابيين من الشيشان وبعض الخلايا الإرهابية النائمة، وإرسال إرهابيين بتنظيم وتمويل من بندر إلى الساحة الأوكرانية، لدب الفوضى والذعر، وبشكل أساسي إلى عسكرة التظاهر، ليؤدي إلى اتجاه ومنحى آخر.

ولكن وعي العقلاء والوطنيين والشرفاء من الشعب الأوكراني، والدور الايجابي الذي ستلعبه الأحزاب السياسية التقدمية والوطنية والتي لها مصلحة وحيدة هي حماية البلد وعدم تقسيمه وتفكيكه، والقضاء على الفوضى المفتعلة على الأرض الأوكرانية، وبالتعاون مع أصدقائهم وجيرانهم الروس، ودعم أحرار العالم، ستدحر كل هذه المحاولات الأمريكية الغربية الخسيسة والدنيئة، وستنتصر قوى الخير والتقدم في أوكرانيا والعالم.

العدد 1107 - 22/5/2024