الزعرور البري خط دفاع عن القلب
الزعرور البري نوع من الشجر المثمر عُرف منذ القدم، واعتبره الإغريق رمزاً للسعادة والأمل والزواج والخصوبة، وكانت الوصيفات الإغريقيات يحملن باقات معطرة منه، كما كانت زوجات المستقبل ينقلن أغصانه. أما الرومان فكانوا يضعون أوراق الزعرور في مهد الرضيع.
وهناك نوعان من الزعرور: نوع بستاني سيئ لا يصلح للاستعمال، وآخر بري يستعمل على نطاق واسع لأغراض طبية. وقد اعتُبر الزعرور البري منذ القديم، وتأكد في العصور الحديثة بأنه مفيد للصحة، خصوصاً للنساء، ولذا انتشرت زراعته في مختلف البلدان.
وينتشر شجر الزعرور البري في مناطق واسعة في أوربا وشمال أفريقيا وغرب آسيا، وهو يعطي أزهاراً بيضاً في الربيع تتحول لاحقاً ثماراً حمراء صغيرة تفاحية الشكل. وتحتوي أوراق الزعرور وأزهاره وثماره على مركبات مضادة للأكسدة إلى جانب الفيتامينات والمعادن. ويمكن أكل ثمار الزعرور وإضافة أوراقها إلى السلطة.
واستخدم الزعرور البري منذ القديم في علاج أمراض القلب من دون مضاعفات تذكر. وفي الطب الحديث يستعان بخلاصة الزعرور البري في علاج التهاب عضلة القلب، وتصلب الشرايين، وفي حالات الذبحة الصدرية، وأمراض صمامات القلب. أيضاً فإن خلاصة الزعرور مفيدة في علاج اضطرابات عضلة القلب، سواء كانت ناتجة من سرعة ضربات العضلة أم عمن بطئها، وفي فتح الأوعية الدموية وتحسين سريان الدم فيها.
وتوصف خلاصة نبات الزعرور البري (مزيج من الأوراق الجافة والأزهار والثمار) لعلاج الأمراض الميكروبية التي يمكنها أن تترك تداعيات سميّة شديدة الخطورة على عضلة القلب، كما في حالات الدفتيريا، والتيفوئيد، والتهاب الرئتين، وجميع حالات التسمم الأخرى التي قد تحاول النيل من عضلة القلب. وتستعمل خلاصة الزعرور البري في علاج حالات الإغماء أو الصدمة التي منشؤها القلب، وتعطي على هذا الصعيد نتائج باهرة.
وينفع الزعرور البري في علاج ارتفاع ضغط الدم كما في انخفاضه، إذ وجد العشابون الذين يستخدمون نبات الزعرور أنه يعيد ضغط الدم إلى حالته السوية. كما تبين أن الزعرور يقوّي الذاكرة، خصوصاً إذا تم تناوله مخلوطاً مع نبات الجنكة.