بالابان: الحرب في الشرق الأوسط لها تأثير على الأمن داخل أوربا

أكد المحلل الأمني ميلوش بالابان، أن أوربا الآمنة قد تحولت إلى وهم في هذه الفترة من الزمن، وأنه قبل شهر من عقد قمة حلف الناتو، فإن لا أحداً يمتلك الجرأة الآن على تكرار ما ورد في استراتيجية الحلف في عام 2010 وهو أن (أوربا تعيش الآن من وجهة النظر العسكرية أكثر الأوقات أماناً في تاريخها).

وأضاف في مقالة كتبها في صحيفة (برافو) أن العلاقات بين الشرق والغرب في وضع محرج، بسبب أوكرانيا وحربها الأهلية، ولذلك يتم العمل الآن بإحدى أدوات الحرب الباردة، وهي العقوبات وإن كان العمل بهذه العقوبات يتم بشكل نصفي.

وأضاف: يمكن الآن أن ننتظر في ظل الدوامات الجارية في الشرق الأوسط أيضاً إعادة رسم خريطة المنطقة التي وضعت حدودها قبل مئة عام من قبل القوة العظمى الأوربية الكولونيالية.

وتابع: لقد توجب علينا الآن أن نجلي دبلوماسيينا من ليبيا، في ظل وضع تنهار فيه الدولة نتيجة للقتال الدائر بين المليشيات المسلحة، في حين يموت عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.

ونبه إلى أن الحرب في الشرق الأوسط لها تأثير على الأمن داخل أوربا، لأن الراديكاليين المسلحين يعودون الآن من (تدريباتهم) في سورية، مشيراً إلى أن الدليل على أن الأمر هو قضية جدية اتخاذ النرويج قبل فترة قصيرة إجراءات أمنية لا سابق لها بالصلة مع ظهور احتمال تعرضها لهجوم إرهابي.

وأكد أن المخاطر الأمنية التي تحدق بأوربا تأخذ أبعاداً غير منتظرة، ولذلك فمن الممكن السؤال عما إذا كانت النفقات التي صرفت على العمليات العسكرية في الريع الأخير من القرن، أي منذ انهيار جدران برلين، قد انفقت بفعالية وزادت من الأمن الأوربي والعالمي.

ورأى المحلل أن الوقت قد حان لإجراء نقاش جدي حول موضوع ضمان أمن الغرب في إطارات أوسع سياسية واجتماعية واقتصادية، وعدم التركيز فقط على نسبة 2% من قيمة الناتج المحلي للتسليح، لأن الجيوش غير صالحة للعمل في الدول المنهارة والفاسدة التي تمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار، بغض النظر عما أكانت هذه الدول تقع إلى الشرق أو إلى الجنوب من حدود الاتحاد الأوربي أو حلف الناتو.

العدد 1105 - 01/5/2024