الأسر لم تحصل على حصتها من المازوت لمواجهة الشتاء

ماذا تنتظر شركة محروقات، لتوزع حصة كل أسرة من المازوت استعداداً للشتاء القادم؟ أقرت الحكومة، منذ الصيف المنصرم، توزيع 400 ليتر مازوت لكل أسرة، ومازال الانتظار سيد الموقف، بأن تعلن محروقات عن بدئها عملية التوزيع، وفق جداول وقوائم محددة، تنظمها الجهات المعنية بذلك، تبعاً لكل منطقة ولكل حي. واللافت أن عدداً من الأسر لم تحصل على مخصصاتها من المازوت في موسم الشتاء الماضي حتى الآن، وشاب عملية التوزيع الكثير من الملاحظات، والابتزاز، والفساد، والتجاوزات، دون أن تقوم جهة ما بمحاسبة المخالفين. فعانى المواطنون شتاء قاسياً وبارداً بلا مازوت، في وقت كان تجار المادة ينتشرون في كل المناطق والشوارع الرئيسية لبيع المادة بأسعار مضاعفة.

قد يتكرر السيناريو ذاته هذا العام، ولايلوح ما يثبت أن شركة محروقات استعدت لمواجهة هذا الشتاء، لجهة تلبية احتياجات الأسر، خاصة أنها لم توزع حتى الآن، الكميات الكافية التي تسهم في تخفيف حدة الاختناق المتوقع في الفترة القادمة، وتلبي احتياجات الأسر التي أثقل كاهلها أيضاً قرار الحكومة بيع المازوت بسعر 60 ليرة، بينما هناك تسريبات خطيرة بأن الحكومة قد ترفع سعر المازوت لاحقاً، وستكون الطامة الكبرى التي تقع على رأس كل أسرة، لا لمواجهة الشتاء، بل لمواجهة ارتفاع أسعار كل السلع والخدمات المرتبطة بالمازوت.

أعباء الأسر السورية كبيرة جداً، وباتت لا تطاق، وللأسف تتكرر كل عام المشكلات ذاتها، دون إيجاد الحلول المناسبة التي تخفف من الأعباء والآلام. وفي العام الماضي كان الفشل الذريع في تأمين المازوت في المناطق الآمنة، وهذا العام وبعد شهور من إقرار الحكومة بتوزيع كمية 400 ليتر لكل أسرة، يطرق الشتاء الأبواب، ولم تستفد معظم الأسر من هذا القرار، ولم تتحرك محروقات لتنفيذه، إنها الطريقة المميزة لخلق أزمة قادمة للأسف.

العدد 1104 - 24/4/2024