إلى متى ياحكومة؟!
هل حاول أحد السادة الوزراء استخدام وسيلة نقل جماعي في دمشق؟ فليحاول.. ليدرك حجم الغضب الذي ينتاب المواطن حين تمر من أمامه الميكروباصات -التي ابتلينا بها بديلاً عن الحافلات الكبيرة- وهي محشوة، وبفقد الأمل في الوصول إلى عمله قبل أن تطبق تعليمات رئاسة الحكومة حول تأخر العاملين.
ماذا يفعل المواطن والحلول أمامه تبدو عقيمة، بعد أن تخلت الحكومة عن النقل الداخلي علناً وليس سراً؟ بل إنها حشرت الجميع بعد أن رفعت أسعار البنزين، لتبقى خدمة سيارات الأجرة حكراً على المقتدرين الذين (يكرجون) سياراتهم في المرائب الخاصة خوفاً عليها.
بعد الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الأساسية لمعيشة المواطن السوري، وتراجع الأجور الحقيقية للعاملين، هل بنقص المواطن نفقة جديدة تعادل في كثير من الأحيان أجره اليومي كي يصل إلى مقر عمله؟! ماذا سيفعل أبناؤنا طلاب الجامعات كي يصلوا إلى قاعات درسهم.. وكي لا يرمقهم أساتذتهم بنظرات اللوم.. أو يسمعونهم اللازمة اليومية؟!
لنزجّ بما تبقى من حافلات النقل الداخلي على الخطوط الأكثر ازدحاماً، وخاصة أثناء فترات الذروة، ولتحرص شرطة السير على منع الميكروباصات من الانتظار أرتالاً لتملأ مقاعدها في الموقف الرئيسي، حتى لا يبقى المواطنون في المواقف اللاحقة ينتظرون الفرج، ولتبحث المدارس الخاصة عن وسائل أخرى غير الميكروباصات المخصصة لخدمة تنقل المواطن.
لقد وصلت مشكلة النقل الداخلي في مدينة دمشق إلى حد لا يجوز السكوت عليه، ونطالب الحكومة بالتدخل العاجل، واتخاذ الإجراءات السريعة (للتخفيف) من هذه المعضلة، ولانقول (إنهاء) لأن إنهاءها كباقي المعضلات الاقتصادية والاجتماعية، ينتظر حل الأزمة التي تهدد وحدة بلادنا واستقرار شعبنا عبر الحلول السياسية.
مشكلة التنقل في المدينة أصبحت همّاً يومياً يواجه المواطن الدمشقي، إضافة إلى همومه الأخرى التي تكاد تقصم ظهره.