بوتين للأمريكيين: لن تُخضعوا روسيا أبداً

تصاعدت حدّة التصريحات الروسية، في وجه الاتهامات الغربية المتتالية والتهديدات بالعقوبات من جهة، والعزلة من جهة أخرى، فكان أن أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الولايات المتحدة تريد إخضاع موسكو، لكنّها لن تنجح أبداً.

وقال بوتين، في نهاية اجتماع استمر أربع ساعات مع جماعة مؤيدة تدعى (جبهة الشعب): (إنهم (الولايات المتحدة) لا يريدون إذلالنا.. بل يريدون إخضاعنا وحلّ مشاكلهم على حسابنا). وأضاف: (لم يتمكن أحد في التاريخ من تحقيق هذا مع روسيا، ولا أحد سيمكنه عمل ذلك على الإطلاق)، وهي عبارة أثارت عاصفة من التصفيق.

وأثناء الاجتماع، حثّ بوتين الشركات الروسية مراراً، ومن بينها شركات تعمل في القطاعين الزراعي والعسكري، على تعزيز مبيعاتها في الأسواق المحلية بعد التعرض لعقوبات متبادلة من جانب الغرب فجّرها النزاع بشأن أوكرانيا. وطرح الرئيس الروسي نطاقاً من التساؤلات أثناء الحديث يتعلق بكل شيء، ابتداءً من مبيعات أجهزة قياس السكر في الدم وحتى مشاكل الإسكان، فيما أكد تصميمه على تحسين الاقتصاد الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، بأن روسيا تأمل ألا تكون علاقاتها مع الاتحاد الأوربي بلغت نقطة (اللاعودة) بسبب الأزمة الأوكرانية، في وقت قرّر فيه الاتحاد الأوربي فرض عقوبات جديدة على الانفصاليين الأوكرانيين المدعومين من موسكو.

وقال لافروف، أثناء اجتماع دبلوماسيين روس وبيلاروس في مينسك عاصمة بيلاروسيا، قبل محادثات في موسكو مع نظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير: (نأمل ألا نكون قد وصلنا إلى نقطة اللاعودة). ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن لافروف قوله: (نحن مهتمون بتطوير العلاقات) مع أوربا.

وكرّر الوزير الروسي دعوة موسكو إلى إقامة (فضاء اقتصادي وإنساني مشترك) (من لشبونة إلى فلاديفوستوك)، وهي فكرة طرحها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكنها استقبلت ببرودة من قبل الأوربيين. ودعا لافروف أيضاً بإلحاح السلطات الأوكرانية إلى احترام الهدنة المبرمة، في أيلول، مع الانفصاليين الموالين لروسيا في جنوب شرق أوكرانيا، والتي تنتهك يومياً من قبل الطرفين، وإلى بدء مفاوضات مع المتمردين من أجل إنهاء النزاع الذي أسفر عن سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل. من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير في كييف، قبل توجهه إلى موسكو، إلى احترام اتفاقات السلام التي وقعت، في مطلع أيلول. وقال شتاينماير، الذي ترجمت تصريحاته إلى الأوكرانية خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك، إن (اتفاقات مينسك ليست مثالية، لكنها اتفاقات أساسية، ويجب احترامها).

أما رئيس الوزراء الأوكراني، فقد اتهم موسكو (بانتهاك فاضح) لهذه الاتفاقات. وجدد ياتسينيوك دعوته إلى إجراء مفاوضات بدعم أمريكي مع روسيا (على أرض محايدة).

وفي إطار آخر الاتهامات لروسيا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى شرق أوكرانيا، أشار الأمين العام لحلف (شمال الأطلسي)، ينس شتولنبرج، إلى أن (هناك حشداً عسكرياً يحدث داخل أوكرانيا وعلى الجانب الروسي من الحدود)، داعياً موسكو إلى سحب جنودها.

وقال شتولنبرج للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماع مع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوربي، إن الحلف رصد تحركات لقوات ومعدات ودبابات ومدفعية، وكذلك لأنظمة دفاع جوي متقدمة، فيما يعد انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار، مضيفاً إن لديه معلومات عن حشد عسكري داخل أوكرانيا.

وكانت روسيا قد نفت اتهامات مُشابهة وجّهها لها، الأسبوع الماضي، القائد الأعلى لحلف شمالي الأطلسي، فيليب بريدلوف، والذي قال إن الحلف رصد معدات عسكرية تصل من روسيا إلى مناطق في شرق أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا.

العدد 1107 - 22/5/2024