فيسبوكيات.. الساخرون الجدد…
من رحم الأزمة العميقة التي تكاد تطيح بالوطن السوري، إذا لم يعد الجميع إلى لغة العقل والمنطق في حلها، وبقي الإصرار على الحل الأمني مستمراً، من رحم هذه الأزمة ولدت ظواهر وحالات فيسبوكية لافتة، أهمها اكتشاف مواهب مميزة في الكتابة الساخرة، ربما كان الألم العظيم دائما محرضاً لأدب عظيم أو لنقل إرهاصات أدب عظيم إذ لا نعدّ كل ما ينشر في الفيسبوك أدباً…
ستفرز هذه الأزمة الوطنية إضافة إلى المتغيرات العميقة على المستوى السياسي والاجتماعي أسماء لامعة في مجال الكتابة الساخرة، وهي أصعب أنواع الكتابة.
عبود سعيد، أهم رجل في الفيسبوك على الإطلاق كما يصف نفسه مراراً، لا بد أن نعود إليه دائماً، هو مزيج مدهش من السخرية والشاعرية والمرارة والغضب، يكتب وصاياه الفيسبوكية العشر:
عشر وصايا فيسبوكية:
يلزمك ذئب حراسة من أجل اللصوص الذين يسرقون أصدقاءك
اضرب الكُتاب والشعراء و القراء بالمطرقة على رؤوسهم
لا تضع لايك لامرأة تُعجبك
لا تصرخ أولاً دعها هي تصرخ قبلك
لاتبك على حائط أحد
لا تكتب ما يخطر ببالك
لا تشحذ لايكا ولا تتوسل
اسرق من كل صديق كلمة أو حرفاً أو شَعرة / بعد سنين سيكون لديك
كتاب أو مؤلف أو شعر مستعار
بلغ عن إساءة/ على الشخص الذي تعجبكَ كتاباته
قل لهم أنا أعرف الطريق /دعهم يتبعوك/ خذهم إلى النهر
نضال خليل الصحفي وفنان الكاريكاتور يكتب عن (ازدواجية المعايير) لدى الحكومة:
ما داموا يحكون عن استجابة الدولة لنداءات المواطنين بكل شيء..طيب ماتستجيب الحكومة أيضاً لنداءات المواطنين المعترين بتأمين الغاز والمازوت والكهرباء وضبط الأسعار بالمعية.
من كتابات الكاتب المصري الراحل جلال عامر على الصفحة الخاصة به:
أصبحت مهمة المواطن صعبة، فعليه أن يحافظ على حياته من البلطجية، وأن يحافظ على عقله من السياسيين.
واحة شعر
نستطيع ان نطلق تسمية شاعر المكان بامتياز على الشاعر كمال سحيم، إذ تحضر في قصائده التي ينثرها على حائطه مدن حملها معه أنى توجه، ومنها دمشق. الشاعر كمال سحيم من الشعراء الذين يمتازون بحساسيتهم العالية للمفردة الشعرية، نقرا له:
ما سرُّكِ يا دمشق ..
كُلّما حاولتُ كتمان عشقي ..
فضحتني أنفاسي ..
فأسري وراءَ نبضِكِ مشبعاً بالكبرياء ..
كلّ شيءٍ يسيل ..
النجومُ ..
القمرُ ..
الليلُ ..
والكلماتُ التي تمسكُها أردان الحروف.