سياسة التخريب والتفتيت!

ماذا يعني أن تقول هيلاري كلينتون في مذكراتها: (تنظيم الدولة الإسلامية هو منتج أمريكي بأموال خليجية، وهو بديل لمشروع الإخوان الذي سقط في مصر).

تشتعل نيران الإرهاب في معظم البلدان العربية. وتعيش الشعوب العربية ومكوّناتها منذ ثلاث سنوات ونصف السنة (الظلمة الأصولية)، وليس كما يدعي التكفيريون أن (شمس الصحوة الإسلامية تشرق على المنطقة).

لقد حقق الرئيس أوباما السَّبق في انضمامه إلى (جمعية الكرم العربية)، التي تترأسها مملكة رمال الربع الخالي، وزورق ماء بحر البنات في الخليج العربي. وأرسل طائراته وصواريخه إلى العراق لإيقاف الزحف الداعشي التكفيري.. وهي الصواريخ نفسها التي قدَّمها للمسلحين الظلاميين التكفيريين في سورية لتفتيت الدولة وتحويلها إلى كانتونات طائفية وإثنية.

كثيرون من أشاوس العربان رحبوا بهذه (النخوة) و (الصحوة الأمريكية)، واعتبروها سياسة أمريكية متقدمة على الاستراتيجية المعمول بها حالياً.

وتساءل كثيرون: لماذا لم تتدخل واشنطن في سورية كما تفعل الآن في العراق؟

كتب آدم تايلور، في صحيفة (ذي واشنطن بوست): هناك أسباب عدة من أبرزها: (معارضة دولية قوية واجهت قرار التدخل في سورية – لا يوجد حلفاء دوليون أو إقليميون لـ (داعش)، يعارضون قرار واشنطن بضربها – الضربات المحددة في العراق ستكون ناجحة وقد تحقق نتائج مفيدة … وغيرها من الأسباب).

لقد خسر الرئيس أوباما نسبة كبيرة من ثقة الشعب الأمريكي، وكذلك لم يعد حلفاؤه (حتى السعوديون) يثقون بما يقول ويعلن ويبشر به من انتصارات يحققها في بلدان عدة خاصة في المنطقة العربية. وعلى سبيل المثال، 60 في المئة من الأمريكيين أبدوا استياء من الطريقة التي يعالج بها أوباما العدوان الإسرائيلي على غزة. وأبدى 60 في المئة أيضاً عدم رضاهم عن كيفية تعامل أوباما مع الوضع في أفغانستان.

ومن أبرز المعارضين لسياسة البيت الأبيض هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة، التي تحضّر نفسها وتمهد الطريق لترشحها للرئاسة عام 2016 . وقالت في تصريحاتها التي أحدثت ضجة في بيت السياسة الأمريكية إن شعار أوباما: (لا تفعل أشياء غبية)، لا يصلح مبدأ لحاكم دولة عظمى! كما كشفت مؤسسة (نيوز ماكس)، أن أوباما أعاق محاولات للوزيرة كلينتون، لمعالجة الصراع في سورية واتخاذ إجراء حيال تفاقم (الحرب الأهلية) في سورية، وهو أحد الأسباب وراء انتقاد كلينتون السياسة الخارجية لأوباما في العلن.

وعلى الرغم من المساعدات المالية المقدرة بالمليارات، من الولايات المتحدة والسعودية وقطر وأوربا وغيرها، إلاَّ أن انتقادات سعودية وحتى من العصابات المسلحة لمواقفه المتأرجحة بين (الترغيب والتبرير) ألحقت بعض الأضرار بسياسته الخارجية.

إن خريطة الإرهاب اليوم تمتد على معظم خطوط الطول والعرض في خريطة العالم العربي.. ورغم الاستعداد والتحضير المسبق والجهوزية العسكرية، ووضع خطط الاحتمالات لما ستكون عليه الحال في ما إذا اجتازت داعش والقاعدة وغيرها، حدود هذه الدول التي لم تصلها بعد رائحة الإرهاب، إلاَّ أن هناك بوادر واضحة لوصول ألسنة الحرائق إليها في أقرب وقت .. والولايات المتحدة طبعاً هي وراء هذا الزحف وكل ما سيحدث اليوم أو في الغد. وسياستها معروفة حق المعرفة القاصي والداني والسياسي المخضرم والجديد (قيد التدريب)، فهي تنهج سياسة الكيل بمكيالين وسياسة المراوغة والمواربة دائماً وطوال العقود السالفة، ولن تتخلى الإمبريالية الأمريكية عن هذه الاستراتيجية. وإذا تخلَّت عنها قسراً بمقاومة الشعوب وجيوشها الوطنية تكون الخاسر الأكبر، خاصة بعد أن فقدت دورها العالمي بصفتها (الدولة المهيمنة الأولى في العالم).

لقد فشل أوباما وسياسته في سورية بعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر من الإرهاب وتصدير الأوغاد من عشرات الدول إلى سورية. ويحقق الجيش السوري الباسل بمساندة الشعب السوري الانتصارات على الإرهاب والظلاميين القتلة.

العدد 1105 - 01/5/2024