على أبواب المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد: التنظيم الحزبي أولاً وثانياً وثالثاً

تجري التحضيرات لانعقاد المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد، والوطن يمر في ظروف عصيبة ودقيقة ومتشابكة، فهو يتعرض منذ أكثر من أربع سنوات لأشرس هجمة إمبريالية رجعية إرهابية ترتكب جرائم بشعة فاقت كل التصورات، تستهدف الإنسان والكيان والدولة والتاريخ والحضارة.

تجري هذه التحضيرات في وقت تطرح فيه العديد من الأسئلة والتساؤلات والاحتمالات عن تطور الحاضر وآفاق المستقبل، ويزداد فيه دور الأحزاب والتنظيمات السياسية، في وقت تتراجع فيه أشكال من التنظيمات وتبرز فيه أشكال أخرى، وفي وقت يتطلب منا نحن الشيوعيين السوريين الاهتمام أكثر من أي وقت مضى، بمسألة التنظيم الحزبي.

لأن هذه المسألة تتقدم الآن إلى المرتبة الأولى- من حيث الضرورة، وتزداد أهميتها يوماً بعد يوم مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الثاني عشر الذي نسعى جميعاً ليكون رافعة للنهوض بوضعنا التنظيمي والارتقاء به إلى المستوى السياسي للحزب، وكلنا ثقة بأن الحزب الذي سار خلال تسعين سنة في طريق صعبة مليئة بالانتصارات والانتكاسات، مليئة بالنجاحات والإخفاقات، الحزب الذي استطاع أن يقاوم كل محاولات تحطيمه، والقضاء عليه، وتصدى لكل محاولات إفقاد الثقة به، وإضاعة القناعة بضرورة وجوده، والذي شكّل قوة سياسية مؤثرة موجودة على مساحة الوطن، ودخل في تحالفات وطنية وساهم في تأسيس جبهة وطنية تقدمية، وحافظ على وجهه المستقل في نضاله من أجل قضايا الجماهير ومطالبها،الحزب الذي صان أمانته لمبادئه وفكره وحافظ عليها، واتخذ في أحلك الظروف وأقساها مواقف سياسية متوازنة جوهرها الدفاع عن الوطن وحمايته والنضال من أجل مصالح الجماهير، يستطيع هذا الحزب أن يحسّن وضعه التنظيمي، ويطور آليات عمله وأدائه، ويستطيع أن يجد الأشكال التنظيمية الملائمة والمتجددة مع كل مرحلة وفي كل الظروف، يستطيع أن يحوّل الأفكار والبرامج إلى حقائق، وأن ينقل رؤيته ومواقفه إلى أوسع الجماهير، من أجل تعبئتها وتحقيق أهدافها من خلال تطوير منظماته وتجديد أساليب عمله بعيداً عن الجمود في الموقف والحرفية في النص، ليكون فعلاً قوة مؤثرة وفعالة في رسم مستقبل البلاد وتطورها.

هذه المسؤولية الكبرى تقتضي من كل رفيق وقفة مع الذات ليرى ما قدّمه وما يجب أن يقدمه لهذا الحزب، وتتطلب من كل منظمة وهيئة حزبية ابتكار أساليب وآليات عمل تتلاءم مع ظروف كل منطقة وواقعها.

وهاهي ذي لجنتنا المركزية قد وضعت في اجتماعها الموسع المنعقد بتاريخ 8 أيار 2015 سلسلة من التعديلات والمقترحات على اللائحة التنظيمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الثاني عشر للحزب، تضمنت أحكاماً ونصوصاً هدفها تجاوز الصعوبات أينما وجدت، وتسهيل عمليات انتخاب المندوبين من كل المناطق والمحافظات على امتداد أرض الوطن، ليكون المؤتمر محطة ورافعة للنهوض بوضعنا التنظيمي وعملنا السياسي.