على أبواب المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد.. على أبواب المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد

إن القرار الذي اتخذته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد، بالتوجه لعقد المؤتمر الثاني عشر للحزب، رغم الظروف المؤلمة التي تمر بها البلاد ورغم الظروف الصعبة والقاسية التي تعيشها منظمات الحزب، هو قرار صائب وهو يؤكد تمسك الحزب بالقرار الذي اتخذه المؤتمر الثالث للحزب الذي ينص على عقد مؤتمرات الحزب دورياً وكل أربع سنوات.

ويدل القرار أيضاً على التمسك بوحدة البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وقد عبر عن ذلك حضور الرفاق أعضاء اللجنة المركزية الاجتماع المنعقد في 8 أيار 2015 وكذلك ترحيب الرفيق الأمين العام بهؤلاء الرفاق وتثمين حضورهم واعتباره تأكيداً لوجود الحزب وتمسّكه بوحدة البلاد أرضاً وشعباً.

ومنذ المؤتمر السابع الموحد للحزب (1991) أصبح النظام الداخلي هو المنظّم الحقيقي لحياة الحزب الداخلية.

فمنذ ذلك التاريخ حتى اليوم لا توجد في الحزب هيئة غير منتخبة، ولا يوجد أي قائد غير منتخب، من أمين الفرقة حتى الأمين العام.

إن سيادة النظام الداخلي جعلت الحياة الحزبية مريحة، وفكّكت الصراعات الداخلية التي كانت تنتج عن أسلوب التعيين أو الانتخاب الشكلي.لقد كانت الانتخابات سابقاً تجري بشكل قسري، فالمسؤول الحزبي يرشّح أمين الفرقة، أو أعضاء الهيئة، باسم الحزب قائلاً إن الحزب قد رشّح فلاناً لأمانة الفرقة أو رشح فلاناً وفلاناً.. إلى الهيئة الفرعية أو المنطقية، فمن يريد ترشيح نفسه فليتقدّم! وكثيراً ما كان الرفاق يحجمون عن الترشح، وإذا تجرأ أحد الرفاق على الترشح تكون فرص النجاح أمامه ضعيفة، لأن معظم أعضاء المؤتمر يلتزمون بالدسبلين الحزبي (الطاعة والانضباط) وينتخبون (مرشح القيادة) ويلتزمون بـ(رأي الحزب)، لأنه الأصح دائماً. وكثيراً ما كانت  هذه الممارسة تترك انطباعاً سيئاً وآلاماً نفسية قد تكون سبباً في أي خلاف ينشأ في الحزب مستقبلاً.

لقد تخلّص الحزب من هذه المشاكل بالممارسة الديموقراطية التالية:

1- ينتخب المؤتمر (على مستوى الفرقة والمنظمة أو الحزب) هيئة لقيادة أعماله.

2- تتوجه الهيئة إلى المؤتمر بالسؤال التالي:

من يحب ويرغب في ترشيح نفسه؟ وهذا السؤال هام جداً لأنه يضع جميع الرفاق أمام مسؤولياتهم في التقدم نحو مهمة حمل المسؤولية والتنطح للقيام بهذه المهمة الصعبة.

إن هذا الإقدام على الترشح هو بحد ذاته عمل نضالي ومهمة عالية المستوى من الجانب الفكري والثقافي والنضالي.

3- أما السؤال الثاني فهو: من يرشح غيره لهذه المهمة؟ وهذا السؤال له أهمية كبيرة أيضاً، لأن بعض الرفاق قد يكونون مؤهلين ولكن دوافعهم للترشح ضعيفة، فعندما يرشحهم الغير يستعيدون الثقة بالنفس وتشحذ هممهم.

4- ثم تقوم هيئة رئاسة المؤتمر بتوجيه السؤال الأخير: مَنْ يثبت أو يسحب ترشيحه؟ وبعدئذ تبدأ عملية الانتخاب بالاقتراع السري، ويلتزم الجميع بنتائج الانتخاب.

بهذه الممارسة الديموقراطية استطاع الحزب أن يوطّد حياته الداخلية وأن تعيش الهيئات الحزبية دون صراعات داخلية، كانت تنغّص حياة الحزب لمدة تزيد عن النصف قرن من الزمن، وكانت سبباً رئيسياً في الانقسامات الحزبية.

العدد 1105 - 01/5/2024