هل مات الحب..؟!

من أجل لحظة انتظار، من أجل كلمة، من أجل نظرة، من أجل لقاء مودة. لكن السؤال يطرق باب الحديث هنا: متى كان الحديث (كلمة) حب دافئة في هذا الزمن..؟!

إن الوضع تغير، وإن الحديث تبدل، وقد يكون مآلاً لحاجات أخرى لم نعهدها في السابق! وقد يكون الحديث حباً، وقد كان! أما الآن.. فقدرات الشاعر تقول: مثل مرايا العرس، هرعت السنديانة نحو أغصانها تشهق، حتى آخر جرح في الجسد، تأخذنا خيطاً وترسم بنا الهواء، لئلا تسقط العصافير، جسد يتأرجح، ومرأة مكتظة بالخطيئة، من الطاهر النقي، الذي تخدع به اللغة.

لقد كان توفيق الحكيم تعساً، خائباً، في أزماته القلبية والفكرية أحياناً. كما أشار إلى هذا صديقه في فرنسا (زهرة العمر)، لقد صفعه الحب على الخد الأيمن، ولطمه الأدب على الخد الأيسر، ثم وقع أخيراً على أرض العذاب النفسي. وما من شك في أن يأتي أحد الرواد في الفكر والأدب والثقافة ليقول هذا عن ذاته، إلا أن يذكر بأن للحب في السابق لوناً من الأدب، وفي الأدب.

ان هذا لا يعني أن الحب تغير،فطغت الماديات، وتعطلت روح الألفة، وزادت أنواع من القهر، تتبع الشهوة في تحقيق مآربها وكأن إنسان هذا العصر لا يفكر إلا في هذا النوع من سلبية المودة.

و لكني أعود،لألهو،و أغني!

هربت من الحب، ولكن تراني لم أهرب، هو الحب غاب عني!

أفكر.. ترى.. هل مات الحب؟! أم القلب الذي غاب عني؟!

العدد 1107 - 22/5/2024