صورة أمريكا: وكأن الحرب لم تبدأ بعد!

 العالم مصاب اليوم بتشوش في الرؤيا، وإلا كان رأى الصورة واضحة حتى لو كانت أمريكا تريد أن تراها على غير الحقيقة!.

ينبغي أن ينفض العالم رأسه قليلاً ليعرف أن الحرب ستنهي عامها السادس وتدخل في عامها السابع، وكما تعلمون فإن الرقم سبعة قد يضيف إلى أسراره سراً جديداً يتعلق بأسطورة الصمود السوري الذي سيرتاح في العام السابع، فتعود سورية إلى طريق الأمان.

لماذا تعلو قعقعة السلاح الأمريكي في شرق المتوسط، وكأن الحرب على سورية والسوريين لم تبدأ بعد؟ هل يعتقد الأمريكيون حقاً أنهم لم يفعلوا شيئاً في سورية بعد؟ أم هل يعتقد الأوربيون أن من الضروري تدمير ما تبقّى من بلادنا؟!

هذا يعني أن الحرب علينا لم تبدأ بعد؟

هذا يعني أيضاً أن زجّ داعش في وجه السوريين ليست حرباً..!

هذا يعني أن الدفاع عن جبهة النصرة واعتبارها فصيلاً يستحق الجلوس إلى جانبه ليست حربا بعد.. وربما لا تعتبرون، أيها الأمريكيون، أن كل هذا الدمار في سورية لم يكن حرباً عليها، أو ربما تعتقدون أن هجرة أكثر من نصف سكان سورية إلى كل جهات الأرض مجرد سياحة يبحثون فيها عن سعادتهم في شواطئ أوربا وعلى مراكب (لوف بوت) التي روجتم لها في مسلسلاتكم الطويلة عن السعادة في العالم الأمريكي!

أو ربما ستكتفون بالاعتذار بعد أن يكتشف العالم الحماقة الكبرى للفعل الأمريكي الذي أودى بملايين الضحايا وخرّب البلاد وشتت العباد، وكل ذلك كرمى لعيون إسرائيل والفوضى البناءة التي تناسب سيادتها..

هذا الاعتذار الذي يشبه فعلتكم الإجرامية بجبل الثردة، التي لم يمر وقت طويل عليها حتى فجرت الجسور على الفرات الخالد الذي يئن تحت وطأة داعش من منبعه إلى مصبه في شط العرب..

ينبغي للعالم أن يغسل وجهه بماء نقي.. فالإرهاب سرطن جسد العالم.. حرام على أمريكا. حرام على كل من يصدقها. حرام على كل من يقول لها: صباح الخير أمريكا!

حرام لأن أمريكا لم تفعل شيئا إلاّ جرّ الخراب على بلادنا في كل مراحل التاريخ التي مرت!

ألا لعنة الله على كل من يرمي سورية بحجر! 

العدد 1102 - 03/4/2024