رحيل الرفيق النقابي ميخائيل إبراهيم هيلانة «أبو جورج»

غيّب الموت يوم الثلاثاء الواقع في 19 كانون الثاني 2016 النقابي المعروف ميخائيل إبراهيم هيلانة (أبو جورج) عن عمر ناهز 83 عاماً (1933-2016). ولد ميخائيل في بلدة (حينة) الجنوبية المتاخمة للجولان السوري المحتل، من عائلة فلاحية وطنية وشعبية مكافحة مثل الكثير من عائلات حينة التي تتمتع بحس وطني وطبقي عميق، خاصة في النضال ضد العدو الإسرائيلي المحتل. وقد انتقل وعائلته إلى دمشق طلباً للعمل، وسكنت العائلة في قسم صغير من بيت عربي قديم في حي القيمرية بدمشق القديمة.

عمل ميخائيل في مهنة البناء لسنوات، وانتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام ،1953 وكان من الأوائل الذين انتسبوا إلى نقابة عمال البناء والأخشاب، مناضلاً من أجل خير الفئات الشعبية الكادحة في هذا المجال، كما عمل على تشكيل لجنة خاصة لحل مشاكل عمال القطاع الخاص في النقابة نفسها، الأمر الذي طبع مجمل حياته ومواقفه السياسية، فأصبح رمزاً وطنياً ونقابياً أسهم في إبراز الوجه الطبقي للحزب بوصفه حزب الطبقة العاملة والفلاحين، تاركاً بصمات واضحة في علاقاته على أجيال متعاقبة من النقابيين والشيوعيين، حتى بلوغه الثمانين من العمر.

في السنوات الأخيرة من الخمسينيات تحول بيت ميخائيل إلى بيت شبه سري للحزب، استضاف الكثير من الشيوعيين الملاحقين من الأجهزة الأمنية، مما عرّض العائلة لصعوبات جمّة، خاصة والدة ميخائيل السيدة مريم وابنها الياس وباقي أفراد العائلة الذين واجهوا بقوة، من أجل حماية الرفاق والدفاع عنهم، مما عرضهم للاعتقال والضرب والتحقيق، وقد اعتقل في حينة في بيت ميخائيل الرفيقان عبد الجليل بحبوح ومنذر شمعة، ولم يؤثر كل ذلك على ارتباط العائلة بالحزب وإخلاصها له.

كان الحزب والنقابة هو الهدف والوسيلة في آن، فأعطاهما كل جهده حتى أيامه الأخيرة من عمره.. كان إنساناً رائعاً ببساطته وتواضعه ودماثة خلقه واهتمامه بالآخرين بعيداً عن أية نزعة تعصبية. ولم يتوان أبداً عندما أسس بعض أهالي بلدته حينة (جمعية النبي إلياس الغيور الخيرية)، لمساعدة الفقراء والمحتاجين وتأمين ما هو ضروري لأبناء البلدة المحتاجين، عن المساهمة في دعم نشاط هذه الجمعية لما فيه من خير ومصلحة لأبناء بلدته، وكان شعار الجمعية (مزيد من الإخلاص للوطن، والعمل للارتقاء إلى الأفضل، والأجمل لحياة أجود في عالم أفضل)، وانتخب رئيساً للجمعية.

كان ينظم الزجل وهو في مطلع شبابه، وقام بتثقيف نفسه بنفسه، وفي زجله نجد الفكاهة والغزل والوطنية والنقد الاجتماعي والسياسي، منحازاً إلى قضية شعبه، وتلميحاته كلها تدور في مناخات الشيوعيين.

حمل أعباء العائلة ومسؤولياتها، وكافح على امتداد العمر.. كان يحب الآخرين ويفضلهم على نفسه.. كان حبه لعائلته وأولاد كبيراً: إبراهيم وشادي وفادي وداني وريما ودلال، رباهم تربية وطنية رفيعة على حب الوطن والإخلاص للشعب، علمهم احترام الناس المهمشين ومساعدتهم والنظر إليهم كجزء لا يتجزأ من نسيج الحياة.

قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد، وأسرة تحرير (النور) تتقدم بأحر التعازي من عائلته الكريمة وأولاده ورفاقه ومحبيه.

ستبقى ذكراه خالدة في قلوب الشيوعيين والوطنيين.

العدد 1104 - 24/4/2024