«المرأة السورية وانعكاس الأزمة عليه»… ندوة حوارية في اللاذقية

أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد باللاذقية بالتشارك مع فرع جمعية العلوم الاقتصادية، ندوة حوارية بمناسبة عيد المرأة وعيد الأم بعنوان (المرأة السورية وانعكاس الأزمة عليها).. افتتح الندوة الرفيق عبد الرزاق الدرجي، عضو المكتب السياسي للحزب، طالباً الوقوف دقيقة صمت تقديراً لأرواح شهداء الوطن ذكورا وإناثاً.. قائلاً: أربع سنوات وبلادنا تشهد أبشع أنواع الإرهاب والفكر الظلامي التكفيري الذي يريد عودة سورية إلى ماقبل العصور المظلمة وقد كان انعكاس ذلك على المرأة تهجيراً.. واغتصاباً وفقراً وفقداناً للابن أو الزوج أو الأخ أو العمل أو الحياة.. أربع سنوات وشعبنا صامد مناضل ضد كل أشكال التآمر والظلم.. إننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد متفائلون بالنصر، لأن القيم والمثل التي آمنا بها وناضلنا من أجلها قيم نبيلة.

بعد ذلك ألقت الشاعرة عبير عبد اللطيف حبيب مقتطفات من قصيدة (خميلة) من ديوان (قطوف من الأيام)، وهذه الأبيات منها:

كنا صغاراً وكان الورد يحكمنا

في أيكة للهوى أمي بها وأبي

نهاتف الغيب في أرجوحة علقت

بالشمس بالزهر بالأطياف والسحب

وإخوتي كصغار الطير يسكننا

حب الرفيف بلا جنح ولازغب

نشارك العطر فيما كان يقلقنا

ونشتكي دلعاً، غنجاً، بلاسبب

بعد ذلك قدم الدكتور سنان علي ديب، رئيس فرع جمعية العلوم الاقتصادية، مداخلة جاء فيها:

مجتمعنا في الظاهر أعطى المرأة أغلب حقوقها، ولكن نقل التجارب دون الواقع يوقعنا بتشوهات.. فالمرأة في مجتمعنا أفضل وأروع من الغرب ولكن معاناتها أكبر.. فما زال عمل البيت وتربية الأولاد، إضافة إلى عملها على عاتقها على الرغم من وجود طاقات كبيرة وعلى الرغم من الخلل في مؤسسات التنشئة مما انعكس على الأسرة وقوتها، والمرأة العاملة لن تستطيع التوفيق بين العمل والواجبات الأسرية، ومع ذلك كانت اغلب النساء مميزات ووصلن إلى لأعلى المراتب بجهودهن المميزة.

طوبى لكل أم حقيقية شريفة مناضلة.. ولكل أم بذل ابنها دمه فداء لسورية!

بعد ذلك قدمت الرفيقة دلال إبراهيم كلمة حول وضع المرأة السورية جاء فيها:

نحن نساء سورية…. الأم الأولى لأي منا هنا… لم نتعلم أن نسمح لليأس أن يتسلل إلى نفوسنا.. رغم كل ما يجري، تعلّمنا أن نعجن من الحزن خبزاً….ومن الموت حياة… ومن الشهادة حرية…لا حدود لحبنا للحياة رغم كل القيود وكل القوانين التي شرعت، والتي لم تضمن للمرأة حقها، وكل فرص، العمل التي قدمت لها لم تجعل منها إنساناً مستقلاً له كيانه بل زادت من شقائها…حتى صارت هي ومردودها الاقتصادي ملكاً للرجل.وجاءت الحرب القذرة لتحلل بيعها في سوق النخاسة وتجعلها عرضة للخطف والقتل والاغتصاب والجهاد القذر الذي حللوه لأنفسهم، كما أن الظروف الحالية زادت أعباءها مع أطفالها بسبب الوضع المعاشي السيئ وغياب الأمان وانتشار الفوضى وتضحيتها بأبنائها من أجل حرية الوطن. ولكن كل الجروح النازفة في جسد الوطن وأرواح أبنائه لن تزيدها إلا عنفواناً وقوة وصبراً، لأن حريتها من حرية الوطن واستقلاله وكرامته، وكل هذه الحركات المتطرفة لن تتمكن من إعادة نساء سورية إلى الوراء، بل فرضت ساحة نضال أقسى وأوسع من أجل وطن حر وأسرة سعيدة.. نضال من أجل قوانين متطورة متحضرة… نضال من أجل حرية رأي للجميع.. نضال من أجل منح الجنسية لأطفالها وكذلك راتبها التقاعدي.. نضال من أجل التخلص من كل الوصايات البالية.كل هذا واجب ومطلوب، لأن المرأة المستعبدة المتخلفة لن تنجب رجلاً حراً، كل هذا لتكون سورية الأم حرة قوية.. وكل عام وأنتم بخير والوطن بأمان وسلام.

كما تحدث من الإخوة الحضور الأخ نجدات علي، مبيناً أهمية دور المرأة ثقافياً واجتماعياً وعسكرياً.. فقد كانت مجاهدة في طليعة الجيش العربي السوري، وخير مثال على ذلك نازك العابد التي شاركت مع البطل المجاهد يوسف العظمة في ميسلون، وأخطر ماتواجهه المرأة العربية الآن هو الإسلام السياسي الذي يسعى ليمنعها من دورها، كما فعلوا في الجزائر يوم ابتدعوا فكرة تسريح النساء العاملات لحل مشكلة البطالة. والإسلام الحقيقي لم يمنع المرأة المسلمة من العمل خارج المنزل، لأن الإسلام رسالة أخلاقية وليس سياسية.

وقد أكد الإخوة الحضور ضرورة عمل المرأة السورية ودورها المميز الآن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لأن مايحدث الآن في سورية لابد من مواجهته بجهود الجميع، لأن سورية مستهدفة لأهمية دورها السياسي والاقتصادي.

أخيراً اختتم الرفيق عبد الرزاق الدرجي الندوة قائلاً: إن ماتتعرض له سورية حرب كونية جوهرها سياسي واقتصادي، والهدف منه الثروات الموجودة في سورية، والدور الوطني الصامد في الوطن العربي، واستمرار الحرب أربع سنوات استهدفت كل المؤسسات السورية الاقتصادية والتربوية والخدمية، هدفها تدمير البنى التحتية. وقد ساهم بذلك الخليج ممولاً، وأمريكا لتدريب المسلحين، وتركيا لتهريبهم إلى سورية وبعض المتخاذلين الذين أرادوا تقسيم سورية وتجزئتها.

لكن صمود شعبنا وصبره وقوة الجيش السوري وتماسكه لن يسمحوا بذلك، ونحن معهم وكل القوى الوطنية حتى تحقيق النصر، والحفاظ على سورية علمانية متطورة لها دورها في الصمود والمجابهة وشعبها حر كريم.. وكل عام وأنتم وأنتن بخير وسورية بألف خير.

العدد 1104 - 24/4/2024