كي لا ننسى…الرفيق حسين عمرو(1940 – 2004)

 دخل الفكر الاشتراكي إلى قريتنا (خربة الشيخ) ناحية تل براك، محافظة الحسكة، عام 1950 عن طريق الرفيق حكمت دوله، والرفيق ملا يوسف القرقاتي، للعلم إن قريتنا كانت مع القوى الوطنية في المحافظة ضد الاستعمار الفرنسي، وكما قيل لي آنذاك إن الدرك الفرنسي داهم قريتنا مرتين، وذلك من أجل اعتقال مختار القرية وهو الوالد – حسين عمرو.

كان أول المنتسبين للحزب الشيوعي في القرية هما الرفيقان يحيى حاجي ونواف الحاجي، وهما وضعا اللبنات الأولى في بناء المنظمة، وبقيا حتى آخر حياتيهما عضوين في الحزب الشيوعي السوري، وأبناؤهم لايزالون يتابعون المسيرة.

في عام 1954 انتسب الرفيقان شلال عمرو وحسين عمرو، إلى الحزب، ثم أصبحا بعد فترة قصيرة أعضاء في فرعية المنظمة مع رفاق آخرين. وفي عام 1956 انتسبت إلى الحزب بتأثير من أخواتي وأعمامي في القرية وأنا طالب في إعدادية عمر بن الخطاب، الصف السادس الابتدائي آنذاك في مدينة القامشلي، وكان أول سكرتير لفرقتنا هو الأستاذ محمد سعيد قسام، من مدينة جبلة الساحلية، ثم انتسب أكثرية شباب القرية إلى صفوف الحزب، وأذكر منهم الرفاق: خليل عبدي، حسني يوسف، عثمان محمود، ومحمد حاجي، وغيرهم من شباب القرية ورجالها ونسائها، وكانت والدتنا عمشه خليل تقوم بإيصال المطبوعات السرية إلى بعض المنظمات في محافظة الجزيرة، وذلك في ظروف سرية.

 وتحولت قريتنا إلى قرية شيوعية – بكل معنى الكلمة، وحتى الآن عندما يذكر اسم القرية يقولون (القرية الشيوعية)، والجميع يعترف ويقر بوطنية أبنائها ووقوفهم إلى جانب المستضعفين في المنطقة.

كان للرفيق الراحل حسين عمرو دور متميز في تنظيم منظمة الحزب في محافظة الجزيرة ونشاطها، وأشرف على أكثر المنظمات حينذاك، وكان يتنقل في أحلك الظروف السرية على دراجته الهوائية بين عشرات القرى. وكان له الدور الرئيسي في تطور المنظمة، وقاد الكثير من المظاهرات والوفود دفاعاً عن مطالب العمال والفلاحين وضد مظالم الإقطاع والأغوات وضد الأنظمة الاستبدادية. كما كلفته قيادة الحزب الشيوعي بالإشراف على منظمة عفرين- ريف حلب.

انتخب عضواً في مجلس الشعب، لدورة واحدة، وأمضى أكثر من عشرة أعوام عضواً في مجلس محافظة الحسكة، ومنها دورة لأربع سنوات عضواً في مكتبها التنفيذي، وكان في كل المواقع صوتاً قوياً للدفاع عن الكادحين وعن القضايا الوطنية والطبقية والأممية. زار الكثير من الدول الاشتراكية، وأمضى دورة لمدة  3 أشهر في المدرسة الحزبية العليا في الاتحاد السوفييتي، ومثّل الحزب في الكثير من مؤتمرات الأحزاب الشيوعية. كما عمل لمدة6 أشهر في جهاز المكتب السياسي بدمشق. وفي المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري انتخب عضواً في المكتب السياسي ومن ثم سكرتيراً للجنة المنطقية للحزب الشيوعي في الجزيرة.

تحولت جنازته إلى تظاهرة وطنية شاركت فيها جميع القوى الوطنية والتقدمية عرباً وأكراداً وسرياناً، وتحولت خيمة العزاء إلى ندوة سياسية تحدث فيها العديد من قيادات الأحزاب، وشارك في العزاء وفد من قيادة الحزب الشيوعي الموحد بقيادة الرفيق الأمين العام يوسف الفيصل، وكذلك وفد من حزب البعث العربي الاشتراكي.

زوجة الفقيد وأبناؤه وبناته وإخوته وأخواته وأبناؤهم وأبناء قريتي في الوطن وفي المهجر ما زالوا يتابعون المسيرة تحت راية الماركسية اللينينية والأممية البروليتارية، واثقين من حتمية انتصار العدالة الاجتماعية والاشتراكية، بالرغم من كل التصعيدات والصعوبات التي حدثت وتحدث.

كما أنهم واثقين من حتمية انتصار سوريا على كل قوى الظلام والتكفير الوهابية والإخوان المسلمين المدفوع من الإمبريالية العالمية بقيادة أمريكا ودول الأطلسي والصهيونية العالمية والرجعية العربية ودولة أردوغان السلجوقي.

العدد 1105 - 01/5/2024