المعلم: الانتخابات الرئاسية حق حصري للشعب السوري

 أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، في مؤتمر صحفي عقده ظهر يوم السبت 12/3/2016 أنه لا يحق لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا اقتراح جدول أعمال الحوار السوري السوري في جنيف، وأن حديثه عن انتخابات رئاسية مرفوض لأنها حق حصرى للشعب السوري.

وأضاف المعلم: نحن نتطلع لأن يجري الحوار مع أكبر شريحة من المعارضات تنفيذاً لتفويض دي ميستورا من قبل مجلس الأمن وبيانات ميونيخ وفيينا، وأن يكون التمثيل لأكبر شريحة ممكنة وخاصة المعارضة الوطنية التي لم تجلس في فنادق خمس نجوم بالخارج ولا ارتبطت بأجندات خارجية، ولذلك نأمل أن يمثّلوا ولا سيما أنه ليس هناك معارضة وحدها تستطيع أن تدّعي تمثيلها لكل المعارضات.

وأوضح المعلم أن الأسبوع الماضي شهد سيلاً من التصريحات التي صدرت عن دي ميستورا كان من بينها حديثان أدلى بهما، الأول في 9 الجاري خلال مؤتمر صحفي حدد خلاله جدول أعمال الجولة القادمة التي ستبدأ في 14 الجاري، قال فيه بأنها ستتناول الحكم والدستور والانتخابات النيابية والرئاسية التي ستجري خلال 18 شهراً. أولاً بالعودة إلى الوثائق الأممية لا يحق لـ دي ميستورا اقتراح جدول أعمال.. هذا ما يجب أن يتوافق عليه المتحاورون، لأن الحوار بالأساس سوري سوري وبقيادة سورية، ووفدنا جاهز لأن يناقش جدول أعمال الجولة القادمة.

وأكد المعلم أن دي ميستورا عندما يتحدث عن الدستور فهو يعرف أن حكومة الوحدة الوطنية التي ستناقش في المستقبل هي التي تعين لجنة دستورية لوضع دستور جديد أو تعديل الدستور القائم، ثم يجري الاستفتاء على ما يُتوافق عليه في لجنة الدستور، وبعد إقراره يصبح نافذاً.

وحول ما قاله دي ميستورا عن انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهراً قال المعلم:(انتخابات)برلمانية، هذا نص موجود في وثائق فيينا وقرار مجلس الأمن، أما رئاسية فلا يحق له ولا لغيره كائناً من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية، مشدداً على أن هذا حق حصريّ للشعب السوري، وبالتالي ما قاله دي ميستورا هو خروج عن كل الوثائق الأممية التي يجري الحوار بموجبها، وأكرر هذا الأمر ملك للشعب السوري وحده كما نصت كل الوثائق الأممية.. وبيانات ميونيخ وفيينا جاء فيها أن مستقبل سورية يقرره الشعب السوري. ولذلك أقول لـ دي ميستورا لن نقبل بعد الآن خروجك عن الموضوعية لإرضاء هذا الطرف أو ذاك، ووفدنا سيرفض أي محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال.. وفدنا غير مخوّل بذلك.. هذا ملك الشعب السوري وحده.

وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية أكد المعلم أنها استحقاق دستوري يجب احترامه، وهي لا تتعارض مع حوار جنيف، ولذلك لا نقبل تحفظات من أحد على هذا القرار الدستوري، لأننا نتوقع ممن ينادي بالديمقراطية أن يحترم الاستحقاقات الدستورية لا أن يستفزّ لإجرائها.

وفيما يتعلق بوقف الأعمال القتالية قال المعلم: نحن التزمنا بوقف الأعمال القتالية اعتبارا من 27 شباط الماضي وما زلنا ملتزمين وعندما وقفنا كانت قواتنا المسلحة تحرز تقدماً على مختلف الجبهات، ومن هنا لا يوجد تفسير آخر لقرار القيادة السورية للقبول سوى الحرص على وقف سفك دماء السوريين. وخلال هذين الأسبوعين حدثت خروقات من جانب المجموعات المسلحة، بعضها رد عليه الجيش العربي السوري وبعضها تجاهله، ولكن لا بد من تأكيد حق قواتنا المسلحة في الرد على هذه الخروقات، ومن هنا أقول لأعضاء اللجنة المختصة في جنيف وجل أعضائها مع الأسف من ممثلين لدول تآمرت وما زالت تتآمر على سورية أن حق الرد مشروع ولا يعتبر خرقاً لوقف الأعمال القتالية وهذا ما تفعله قواتنا المسلحة، وبهذه المناسبة أدعو كل من حمل السلاح إلى الاستفادة من وقف الأعمال القتالية بالتوجه نحو المصالحات وتسوية الأوضاع وعلى الجميع ممن غرر بهم الإدراك بأنه لا جدوى من المكابرة.

وأضاف: إن الأزمة بدأت تسير نحو النهاية، ومن هنا نرحب بكل من يرغب بالمشاركة إلى جانب قواتنا المسلحة في مكافحة إرهاب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بهما.

وأردف المعلم: آخر ما روجت له وسائل الإعلام حديث نقل عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن الفيدرالية، ولم يكن هذا النقل موضوعياً، فقد اشترط توافق السوريين على ذلك.

وتابع: أقول كمواطن سوري وأثق بأنكم تقولون معي: نحن نرفض الحديث عن الفيدرالية، ونعم، مع وحدة سورية أرضاً وشعباً واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها.. على الأقل هذا ما أكدته كل الوثائق الدولية التي صدرت وبضمنها تلك التي تحاول معالجة الوضع في سورية.

وبيّن أن تفاؤل الشعب السوري يعود إلى أسباب عديدة منها صمود هذا الشعب وبطولة قواتنا المسلحة وإنجازاتها.

وحول ما يسمى المرحلة الانتقالية أشار المعلم إلى أنه لا يوجد شيء في وثائق الأمم المتحدة يتحدث عن مرحلة انتقالية في مقام الرئاسة، ولذلك لا بد من التوافق على تعريف ماهية المرحلة الانتقالية. وقال: نحن في مفهومنا أن المرحلة الانتقالية هي الانتقال من دستور قائم إلى دستور جديد، من حكومة قائمة إلى حكومة فيها مشاركة مع الطرف الآخر. أما مقام الرئاسة، فتستطيعون أن تعودوا إلى وثائق الأمم المتحدة، هو ملك الشعب السوري حصراً.

وأكد المعلم أن الأكراد مواطنون سوريون وهم معنا في خندق واحد في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وإلى أن ننتهي من هذا الكفاح ضد الإرهاب التكفيري لن يكون إخوتنا الأكراد سوى راضين ومشاركين في بناء مستقبل سورية في إطار الجمهورية العربية السورية.

وبشأن المساعدات الإنسانية أوضح المعلم أن الحكومة السورية أدخلت المساعدات إلى المناطق المحتاجة بأكثر مما هو مقترح انطلاقاً من مبدأ التزامها تجاه مواطنيها، وستستمر بإدخال هذه المساعدات إلى كل المحتاجين أينما كانوا على الأرض السورية، مشدداً على أن ســــــــــورية لا تقبل شروطاً مسبقة وهذا شأن سوري نتصرف به انطلاقاً من حرصنا على مصالح المواطنين. وقال إن من يعرف تماماً القيادة السورية وسورية إجمالاً يعرف أننا لا نرضخ لشروط أحد لا أفراداً ولا دولاً ولا مجموعات.

ولفت المعلم إلى استغلال النظام التركي لقضية اللاجئين، فقد أقام معسكرات لهم قبل خروجهم من ديارهم، داعياً كل من غادر البلاد للعودة إلى الوطن وقال إننا جاهزون لاتخاذ الإجراءات اللازمة لعودتهم سالمين إلى وطنهم، ونرحب بهم، ليس لمنع الاستغلال التركي لهذا الموضوع الإنساني وانصياع الأوربيين للشروط التركية، بل لأنهم مواطنونا وهم ذخيرتنا للمستقبل.

وأشار المعلم إلى أن الشعب السوري ضحى خلال السنوات الخمس الماضية بآلاف الشهداء والجرحى، فقط بسبب تآمر أكثر من 100 دولة على سورية لم تعجبهم سياستها في مواجهة إسرائيل ورفضها للإملاءات الخارجية وأرادوا إعادتها ألفي سنة إلى الوراء مؤكداً أن الشعب السوري يعتبر منارة حضارية لكل شعوب المنطقة وهو شعب حي وصامد وصابر وسينتصر بجيشه ودعم الحلفاء الموثوقين كروسيا وإيران وحزب الله، وأردف بالقول وآمل أن أعني الصين أيضاً.

وأكد المعلم أن المصالحات الوطنية في سورية هي من أولويات السياسة السورية مشيرا إلى أن التخفيف من لهيب الأزمة يكون من خلال المصالحات لوقف نزف السوريين وأن الدور الروسي بهذا الصدد هو استمرار لهذه المصالحات وشريك في إجرائها وقال ربما هناك مجموعات تثق أكثر بالضمانات الروسية فذهبت إلى مطار حميميم، نحن لا اعتراض لدينا.. المهم النتائج.

العدد 1107 - 22/5/2024