من القلب إلى القلب …

من القلب إلى القلب
رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة: هل جربتم الجلوس عند ضفة بردى؟!
#العدد825 #جريدة_النور

هذا حقّنا!
نعم هذا حقنا، نحن الفقراء الذين لا يمكننا الذهاب إلى مطاعم 5 نجوم لنرتاح قليلاً من همومنا وأعباء حياتنا.. نحن الذين لا نزال على قيد الحياة رغم حرب السنوات السبع علينا من كل جهات العالم، نحن الذين لا يمكننا التنزه إلاّ في الشوارع والحدائق العامة وعلى ضفاف الأنهار، تذهب الأسرةُ بكاملها، وقد أعدّت طعامها وشرابها لتجلس بجوار بردى بعيداً عن هموم الحياة، لتتجدد وتستمتع بجمال الطبيعة التي خلقها الله!
هذا حقنا تماماً، وقد مارسنا هذا الحق طويلاً، وبنت الذاكرة الشعبية على هذه الممارسة عبارات جميلة دخلت في صلب اللغة وأعطتها نكهة خاصة من السيران إلى النزهة إلى المشوار إلى الرحلة.. وهذه العبارات، ارتبطت بأسماء ذات معنى في الجهات السورية، في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
وفي مدينة دمشق هناك أسماء سحرية لابد أن يعرفها الجميع كالغوطة، والربوة، وآخر الخط، ورصيف المعرض، والتكية، وعين الخضرة، والفيجة وغيرها . وكلها أماكن جميلة، وجمالها جعلها مكانا للفسحة.
كانت تكاليف الذهاب إليها شبه مجانية، نذهب إليها بين فترة وأخرى، ونحنّ إلى مشاويرها بين فصل وفصل، ونكتبُ شعرنا فيها، ونعلّم أطفالنا كتابة موضوعات التعبير والإنشاء عنها على مقاعد المدرسة، ونصورها في البطاقات البريدية عن جمال بلادنا؟!
نعم، كل هذه الأمكنة تضيع اليوم.. ضيعت الحرب جزءاً كبيراً منها، أما ما بقي فثمة مصيبة فيها!
نعم، من حقنا، ومن واجبنا، أن ندعوك ياسيادة رئيس الحكومة أن تزور مطاعم الربوة؟ ألم يزرها رئيس الحكومة الذي سبقك عندما تم استثمار مطعم العجلوني من قبل أحد رجال الأعمال؟!
نعم، ندعوك يا سيادة محافظ دمشق أن تجلس في مقهى من مقاهي الربوة، أليس من الطبيعي أن تجلس أنت وضيوفك في مكان جميل من أمكنة الطبيعة الحلوة في دمشق؟
نعم، يا سيادة مدير معرض دمشق الدولي، وأنت تُعدّ للدورة الستّين منه بعيداً عن بردى: ألا تعرضون لنا الآن أفلاماً عن أيام المعرض القديمة، وكيف كانت تغني فيروز لدمشق أواخر الصيف. وكيف كانت كمية المياه الباقية النظيفة تنعش زوار المدينة في مساءات المعرض في ألوانها ورذاذها الجميل النقي؟
نعم يا سيادة مدير الموارد المائية.. بماذا يمكن أن تجيب، وأنت دائماً تسعى إلى أجوبة تليق بنا أيام الحرب؟!
في نهر بردى اليوم كارثة . نعم، إنها كارثة، فرائحة البراز المتدفق عبر النهر تصدم المارة وتواجه الجالسين في المقاهي وتصبغ الماء بالمجاري دون خوف على الطبيعة والبشر!
لم يكن النهر أبداً مكاناً لتسييل مياه الصرف الصحي، فهل عجزت شبكة الصرف الصحي عن حل المشكلة، وأين هي تلك الشبكة التي دفعت سورية المليارات من أجلها ؟!
ما الذي حصل لنهر بردى؟ وهل عجزت سورية التي حاربت سبع سنوات كل جيوش العالم أن تتجاوز هذه الظاهرة البشعة؟!
إذاً، باشِروا في حل المشكلة..
رجاءً!

العدد 1102 - 03/4/2024