الرفيق غزوان خزام وداعاً!

ا إن سحبت العاصفة المطرية الأسبوع الفائت ذيولها وانحسرت، حتى حفلت المواقع الإلكترونية ووسائل الاعلام المختلفة بالكثير من التصريحات وفيها العلاج الشافي لكل ما خسره الفلاح.  فها هو السيد وزير الزراعة يقول: بدأنا بحصر المساحات والأضرار لكل حائز على حدة. في حين كلّف رئيس الحكومة المهندس عماد خميس المحامي صفوان أبو سعدى (محافظ طرطوس) بالمتابعة وحصر الأضرار، ومن هنا اكد السيد المحافظ أن رئيس الحكومة وافق على التعويض وكلفه بحصر الأضرار الجسيمة التي تعرض لها سكان محافظة طرطوس بشكل عام والمزارعون منهم بشكل خاص، بسبب العاصفة المطرية التي شهدتها المحافظة ليل الجمعة -السبت .. ومن هنا فإن المتابع لما جرى في اوساط المزارعين لاحظ ارتفاع وتيرة المطالبات الشعبية بحصر الأضرار والتعويض الكامل على المتضررين دون تأخير، خاصة أن نسبة الضرر وصلت الى مئة بالمئة في بعض المحاصيل الزراعية، كما هو الحال لدى مزارعي التبغ بمنطقتي القدموس وبانياس.

المهندس أحمد القادري (وزير الزراعة) أوضح أن الأضرار الناجمة عن العاصفة كانت كبيرة وشملت عدة محافظات وفق التقارير الأولية التي وصلت إلى الوزارة من مديريات الزراعة يوم الأحد، مبيناً أن دور الوزارة الآن والمؤسسات المعنية التابعة لها هو حصر الأضرار وإحصاء المساحات وتقدير الأضرار على مستوى كل فلاح.  واضاف أن الإجراءات ستتخذ وفق ما ينص عليه نظام صندوق الجفاف والتخفيف من الكوارث الطبيعية، وستُشكَّل في كل محافظة ومنها محافظة طرطوس لجان مكانية تضم ممثلين عن الزراعة والصندوق واتحاد الفلاحين، لتقدير الأضرار على مستوى كل حائز، وبعد ذلك ترفع هذه اللجان جداولها إلى اللجنة الفرعية برئاسة السيد المحافظ، وبعد اعتمادها تُرفَع إلى الوزارة وتحال إلى مجلس إدارة الصندوق لدراستها وإقرار ما يتوافق مع القانون منها، ثم تُصرف التعويضات للمتضررين.

في حين اكدت اكثر من جهة إعلامية أن السيد رئيس مجلس الوزراء وجه المحافظين بالإشراف على عمليات حصر الأضرار ورفعها إلى الحكومة، ليصار بعدها لاتخاذ القرار المناسب، كما وجّه مؤسسة التبغ بشراء إنتاج التبغ من الفلاحين مهما كانت نوعيته نتيجة الأضرار التي لحقت به.

محافظ طرطوس أكد أن السيد رئيس مجلس الوزراء وافق على التعويض للمتضررين، وأنه كلفه بحصر الأضرار ورفع النتائج لرئاسة مجلس الوزراء، لاتخاذ القرار المناسب.

وعطفاً على التوجهات الحكومية العاجلة، قامت لجنة مكونة من السادة رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين محمد الخليف، ورئيس مكتب الإحصاء أحمد الفرج ممثل صندوق الجفاف والتخفيف من الكوارث، ورئيس المكتب الإداري محمد بلول عضو لجنة الصندوق، برفقة رئيس اتحاد الفلاحين بطرطوس مضر أسعد، بجولة على المناطق المتضررة في ريف محافظة طرطوس، بالتنسيق مع المحافظة وفرع الحزب والاتحاد العام للفلاحين ومديرية زراعة طرطوس، واطلعت على الأضرار الضخمة التي خلفتها العاصفة المطرية في معظم مناطق المحافظة.

وقد عاينت اللجنة الأضرار التي لحقت بالمزارعين ومحاصيلهم في منطقتي القدموس والشيخ بدر، وتبين لها أن أكبر الخسائر هي التي لحقت بمحصول التبغ والأشجار المثمرة والكرمة والزراعات الصيفية.

وقد سمعت اللجنة من الإخوة المزارعين شكاويهم وانتظارهم بفارغ الصبر والألم لنتائج حصر الأضرار والتعويضات التي من الضروري أن تتناسب وحجم الخسائر، وألا تكون كسابقاتها حين لم يتجاوز التعويض ما نسبته ٢٥% من حجم الخسائر.

أخيراً

الفلاح الذي بقي في أرضه وزرعها، وقدم فلذة كبده ليدافع عن كرامة هذه الارض ورائحة عرق الأجداد ودماء من سبقونا، يأمل ألا يتأخر التعويض في هذه الظروف التي يمر بها الفلاح في ظل ارتفاع التكلفة، فهل سيطول الانتظار، أم أن الحكومة ستكون أسرع مما يتوقع فلاحنا.. هذا ما نتمناه وننتظره.

العدد 1104 - 24/4/2024