كيف تنفّس عن غضبك من أعمال الحكومة تحت إشرافها؟!
ريم سويقات:
بعد أن كان التدخين هو (فشّة خلق) للمواطن السوري التعب من الأوضاع المعيشية الصعبة، المتمثلة بارتفاع جنوني في الأسعار لمختلف المواد الاستهلاكية، فهو يجد في التدخين قليلاً من الراحة نظراً لتأثير مادة النيكوتين في الدماغ، من تحسّن للمزاج وتقليلٍ من الشعور بالغضب والضغط العصبي، وإرخاءٍ للعضلات.. حتى قررت المؤسسة العامة للتبغ، بعد أن حددت أسعار الدخان الوطني بكل أنواعه، أن ترفع من ثمنه في مطلع الشهر الجاري، تماشياً مع السوق، ولتبقى في قلب المواطن وعقله.
نشير هنا إلى الدخان الوطني تحديداً لزيادة الإقبال عليه بعد الدخان الأجنبي المستورد الذي انصرف عنه أغلب المواطنين نظراً لغلاء ثمنه، ولا سيما المواطن الذي يستهلك وسطياً علبة واحدة في اليوم، فكانت أسعار الدخان الوطني على الشكل التالي:
بلغ سعر علبة الحمراء طويلة قديمة ورق 2000 ليرة سورية، الحمراء طويلة جديدة ورق 2000 ليرة سورية، أما سعر علبة الحمراء طويلة لايت بيضاء 1900 ليرة سورية، وعلبة الحمراء طويلة كرتون 1800 ليرة سورية، في حين بلغ سعر الحمراء طويلة تصديرية 1800 ليرة سورية، أما سعر علبة دخان الشرق طويلة 1600 ليرة سورية. أما دخان 1970، التابع للقطاع الخاص فقد بلغ سعر علبة 1970 طويل فضي 3000 ليرة، أما الأزرق الطويل فالعلبة بـ 3200 ليرة. كذلك 1970 كوين فضي بلغ 2700 ليرة، والكوين الأزرق السعر نفسه 2700 ليرة سورية. كذلك سعر باكيت 1970 قصير فضي 2700 ليرة.
أما أسعار الدخان الأجنبي الذي أصبح للطبقة الغنية فكانت أسعاره على الشكل التالي:
وصل سعر باكيت ماستر طويل بأنواعه 3500 إلى 4000 ليرة سورية، أما سعر باكيت إليغانس طويل فضي فوصل إلى أكثر من 3400 ليرة سورية. إليغانس القصير الفضي 3000 ليرة. وغيرها من الأنواع بأسعار متقاربة.
إن ما يثير الغرابة والأسف أن لدى بلادنا خبرة ممتازة بصناعة التبغ متراكمة منذ عقود، كما يعد التبغ السوري من أفخر أنواع التبوغ العالمية، ورغم أن سورية كانت تصنع منذ ٧٠ عاماً ٥٠ نوعاً من الدخان، تقتصر اليوم على ٤ أنواع فقط، وبدلاً من تشجيع الصناعة الوطنية، تقوم باستيراد التبغ من الخارج، فهل الهدف من ذلك قبر الصناعة الوطنية وتشجيع الاستيراد؟
أيها السادة، ربما أصبح واضحاً أن حبّ الحكومة لمواطنيها يزداد كلما قرر أن يأخذ جلسة صفاء بينه وبين نفسه ليفكر كيف يتدبر أمره من دونها، لدرجة أنها أرادت أن تبقى في ذاكرته بكل الطرق، كان آخرها، صورتها التي تظهر عند شراء المواطن (باكيت دخان)، وهذا لا يشير إلا إلى تمسّك الحكومة وإصرارها على أن تحافظ عليه، إذ لا تستطيع أن تكون غنيّة من دونه، ولكن ما مدى تحمّل المواطن السوري لهذا الارتفاع الهستيري للأسعار الذي يشهده كل يوم؟!
دام عزّكم، ما رأيكم؟!