كاسترو: «الموساد» وماكين وراء قيام «دولة العراق والشام» الإرهابي

يوماً بعد يوم تتكشف أدلة دامغة جديدة عن العلاقة الوثيقة بين الإرهاب والولايات المتحدة و(إسرائيل)، ومن خلفهما بعض الدول الغربية والإقليمية والعربية، وهي علاقة أقرب إلى التحالف وتكامل الأدوار للوصول إلى الأهداف التي لم تعد خافية على أحد. 

فالإرهابيون هم رأس حربة على الأرض لتنفيذ المهام والأهداف الأمريكية، وأولها خلق الذرائع للتدخل في شؤون الدول استكمالاً لمخططات (الربيع) المزيف وشعارات الديمقراطية الزائفة وحقوق الإنسان.

وفي هذا الإطار حمّل الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو الولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل) المسؤولية عن نشوء ظاهرة ما يسمى تنظيم (دولة العراق والشام) الإرهابي (داعش)، مشيراً إلى أن (الموساد) الإسرائيلي تآمر مع السيناتور الأمريكي جون ماكين من أجل إنشاء هذا التنظيم.

 وبيّن كاسترو في مقال له نشر مؤخراً في الصحف الرسمية الكوبية أن ماكين هو حليف (إسرائيل) من دون شروط، وأن هذين الطرفين أنشأا تنظيم (داعش) الإرهابي الذي يتحكم بمناطق في العراق وسورية.

وكانت تقارير إعلامية كشفت عن وجود آلاف الأجانب في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، وخاصة تنظيم (داعش) الإرهابي، بينهم أمريكيون وبريطانيون. كما ظهرت أدلة عدة على الارتباط العضوي بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والإرهابيين الذين يرتكبون الجرائم في سورية، وانتقد كاسترو موقف الغرب وبالتحديد حلف شمال الأطلسي (ناتو) تجاه روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا.

كما انتقد أداء منظمة الأمم المتحدة والخداع الهائل الذي يشهده العالم، وحذر من أنه ليس لأحد الحق في تدمير المدن وقتل الأطفال وزرع الرعب والإرهاب والموت في كل مكان، محملاً مسؤولية هذا للدول الإمبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي السياق ذاته انتقد بيتر آدم النائب التشيكي عن حزب (الفجر) السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن المشكلة الرئيسية تكمن في الاستراتيجية الأمريكية التي تدرب وتسلح الإرهابيين بشكل منتظم، وخاصة في الشرق الأوسط.

وقال آدم في مقال نشره موقع (أوراق برلمانية): الولايات المتحدة تفعل ذلك بسبب رغبتها قصيرة النظر بالسيطرة على هذه المنطقة أو تلك الدولة، موضحاً أن هذه السياسة عُمل بها في سورية وليبيا، وكان البلدان يتمتعان بالاستقرار حتى من وجهة نظر الغرب، ولم يكن الناس فيهما يُقتلون، وكانوا يحصلون على التعليم والرعاية الصحية والسلام، إلا أنه بعد الاستيراد المصطنع للديمقراطية من الخارج حدثت القلاقل فيهما. وأضاف: الولايات المتحدة تفكر الآن بتدمير الحلفاء القديمين لها في سورية لأنهم لم يدركوا على ما يبدو منذ البداية المهمة التي كلفوا بها.

وأكد ألكسي فينينكو، كبير الباحثين في معهد قضايا الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن العلاقة بين ما يسمى تنظيم (داعش) الإرهابي والولايات المتحدة ليست سرية، بل هي أبعد من ذلك، لأن وجود هذا التنظيم الإرهابي على الأرض يساعد بشكل موضوعي الولايات المتحدة في تحقيق جملة من أهدافها، وأولها خلق ذريعة لوجودها العسكري المديد في المنطقة.

ورأى فينينكو خلال مقابلة مماثلة أن التدخل الأمريكي الجديد في المنطقة سيكون بذريعة أنه موجه ضد ما يسمى تنظيم (داعش) الإرهابي تحديداً وليس ضد غيره ما قد يشكل ضغطاً مباشراً على سورية بعد أن فشلت تهديدات العام الماضي بالعدوان عليها بذريعة (السلاح الكيميائي).

وحذر فينينكو من أن عودة الأمريكيين إلى العراق بداعي محاربة الإرهابيين من تنظيم (داعش) ستقدم لهم بشكل مباشر إمكانات لتحقيق هدفهم في تقسيم العراق، كما ستوفر لهم فرص الضغط المستمر على إيران وغيرها من دول المنطقة في سبيل مصالحهم.

وكان ميلان كرايتشا، رئيس لجنة السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي التشيكي، أكد أن السياسات الإمبريالية للولايات المتحدة هي المسؤولة بشكل أساسي عن تصاعد الإرهابيين وانتشارهم، خاصة ما يسمى تنظيم (دولة العراق والشام) الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية التكفيرية في منطقة الشرق الأوسط، معتبراً أن هناك صلة بين غزو العراق واحتلاله عام 2003 وبين محاولات العبث باستقرار سورية وأمنها في الوقت الراهن، ما أدى إلى تصاعد القوى والتنظيمات الإرهابية في كلا البلدين.

كما أكد باحثون روس أن ما يسمى تنظيم (داعش) الإرهابي مرتبط بالإرهاب الدولي، مشدّدين على أن هذا التنظيم هو صناعة أمريكية تبرر عودة الولايات المتحدة عسكرياً إلى منطقة شرق المتوسط وحوض قزوين.

ووصف أندريه باكلانوف، نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس، سياسة البلدان الغربية تجاه الإرهاب الدولي والتنظيمات الإرهابية في سورية منذ بدايتها بأنها مناقضة للمنطق، مؤكداً عدم وجود موقف موحد لدى هذه الدول تجاه مسألة الإرهاب.

وأكد باكلانوف أن الرئيس بشار الأسد أوضح منذ بداية الأحداث في سورية أن المواقف المتذبذبة تارة في هذا الجانب وتارة أخرى في الجانب المعاكس لن تفيد أحداً، لذلك يجب اعتماد مبادئ واضحة وثابتة في المواقف السياسية، لافتاً إلى أن توقعات الرئيس الأسد في هذا الصدد نراها اليوم تتحقق على أرض الواقع، لا منطقة الشرق الأوسط فحسب بل على النطاق العالمي أيضاً.

ونوّه باكلانوف بالموقف الموحد بين سورية وروسيا تجاه مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن موقفهما في ضرورة أخذ موافقة الدولة السورية عند محاربة إرهابيي (داعش) على أراضيها هو حقيقة بدهية في القانون الدولي، ويجب أن تلقى الاحترام من كل الدول الموقّعة على ميثاق الأمم المتحدة.

وألقى باكلانوف باللوم على الغربيين في استخدامهم للمعايير المزدوجة، وذلك بالابتعاد عن الاتفاقيات المتصلة بهذه المسائل، مشيراً إلى أن مصيبة الدول الغربية هي أنهم محكومون لدرجة كبيرة بمواقف الولايات المتحدة، وخاصة أنهم يعلنون موقفاً ما تجاه أي طارئ في البدء، ثم يعيدون النظر فيه ثانية، وهذا ما ينطبق أيضاً على موقفهم من الإرهاب الدولي.

العدد 1140 - 22/01/2025