عضو المكتب التنفيذي بمحافظة القنيطرة ممعتض من زيارات المواطنين!

بهتّ من هول المفاجأة عندما قال أحد أعضاء المكتب التنفيذي لمحافظة القنيطرة: إن المواطنين المراجعين باتوا عبئاً ثقيلاً عليه، وقد بلغ درجة كبرى من الغضب والانفعال، إثر زيارات المواطنين المتكررة لمكتبه العامر، وعرضهم لمطالب خدمية حياتية تتجدد كل يوم!

لقد صدمت من تقوّل هذا المسؤول الذي انتخبه المواطنون ليكون ممثلاً لهم، يدافع عن حقوقهم، ويتابع معاناتهم، ويسعى حثيثاً لحل مشاكلهم، ويوفر الخدمات الأساسية لهم.

ويبدو أنه نسي أو تناسى زياراته للمواطنين، إبان انتخابات الإدارة المحلية، راسماً ابتسامته العريضة، متصنعاً التواضع والصفات الحميدة، متشدقاً بكلامه المعسول عن محبة المواطنين، والتشرف بخدمتهم، رافعاً الشعارات البراقة، والجمل المنمّقة المنسقة التي حفظها دون أن يدرك كنهها ومعناها، راجياً، متشفعاً، متوسلاً كي ينتخبه المواطنون!

لكن عضو المكتب التنفيذي عندما جلس بمكتب فاخر، وامتطى صهوة سيارة فارهة، وتمتع بميزات كثيرة، وصار له وزن، وأصبح له اسم رنّان، وكلمة مسموعة، وجاه وشفاعة، رفع البراقع، وكشف حقيقته، وتنكر للمواطنين الذين رفعوه لهذا الموقع! فلا شهادته العلمية، ولا خبرته الإدارية، ولامؤهلاته جميعها، تؤهله لما هو فيه، لولا الانتخابات التي كان فيها صديقاً ومحباً للمواطنين، يخطب ودّهم، ويطلب صوتهم، ليعبّر عن همومهم وآمالهم، ويتابع قضاياهم مع الجهات الوصائية المعنية.

أما إذا اكتشف عضو المكتب التنفيذي أنه يأنف من مصافحة المواطنين، وتزعجه مناظرهم، ويتبرم من مطالبهم، فما عليه إلا أن يتقدم باعتذار ويستقيل من مهمته، ليفسح المجال لعضو جديد للمكتب التنفيذي، يجد نفسه في خدمة المواطنين حقاً وصدقاً، ولا يمل من سماع همومهم ومطالبهم وشكواهم، لأن عمل عضو المكتب التنفيذي وواجبه ومهمته أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً هو خدمة المواطنين، لا الاستعلاء عليهم، والعبوس بوجوههم، ورفع الصوت عليهم، وكأنهم موظفون لديه!

وبعد عرض هذه الحادثة المنفرة التي ما توقعت أن أسمع تفاصيلها، أجد نفسي مدفوعاً لشكر محافظ القنيطرة الدكتور مالك محمد علي الذي يستقبل يوم الاثنين من كل أسبوع عشرات المواطنين بابتسامة معهودة، ومحبة تفيض من عذب حديثه، ويصغي بإمعان لهمومهم وطلباتهم، ولو استدعى ذلك أن يداوم بمكتبه حتى الساعة الخامسة مساء، وهذا الأمر حصل كثيراً، إضافة إلى متابعة شكاوى المواطنين والإيعاز بحلها فوراً.

وهذا ما يدفعني للقول: أيها المتبرم من المواطنين، إذا تبرأت من وعودك لهم، وغاب عن ذهنك أين كنت، وكيف صرت، فحاول أن تتعلم من السيد المحافظ، وهو رئيس المكتب التنفيذي، واجتهد، واعمل لتتشبه به، والتشبه بالكرام فَلاح.

العدد 1140 - 22/01/2025