روبسبيير المعتوه والحجاج الثقفي
تعجز المفردات والجمل والقصائد عن وصف ما يجري في سورية من مجازر، وقطع الرؤوس بالسيوف والسواطير، وتعليقها على أغصان الأشجار وعلى أعمدة الكهرباء وعلى أبواب المدن وساحاتها.
إنَّ قطع الرؤوس ظاهرة قديمة جداً استعادها التكفيريون منذ سنوات وعادت إلينا، بكامل جاهلية أصحابها الذين كانوا يحزّون رؤوس أعدائهم ويضعونها على أسنّة الرماح علامة النصر.. وكان بعض المعتوهين يستخدمون الجماجم لشرب الخمر.
وكان الاعتقاد أثناء الثورة الفرنسية أن الرأس المقطوع بالمقصلة، يظلّ يرى لمدة عشر ثوان بعد قطعه. وكان الجلاّد يرفع الرأس مباشرة بعد قطعه ليرى الجمهور تعابير وجهه. وورث الشاب المعتوه (روبسبيير) هذه (المهنة القذرة الوحشية)، وشرع القيام بأبشع تصفية جسدية وإرسال عشرات الآلاف من الفرنسيين إلى آلة قطع الرؤوس. وكان هذا الدافع في البداية لعمل دورة دم صناعية، ومن ثم التفكير في زراعتها. وقيل إن الرؤوس كانت تحرّك عيونها وتحاول الكلام أثناء التجربة.
ونجح روبسبيير خلال فترة حكمه القصير الذي دام سنتين، في تحويل مسار الثورة الفرنسية من التوق والحلم بالحرية والعدالة والمساواة، إلى محنة كبرى تعيد إنتاج مآسيها، لكن الجمعية الوطنية الفرنسية عقدت العزم على التخلص من الطاغية وحكمه بالأدوات ذاتها التي استخدمها. وكانت محاولة اغتياله وتمَّ القبض عليه وأرسل إلى (الجيولاتين) أي المقصلة لتقطع رأسه!
إن صور قطع الرؤوس ومشاهدها المرعبة، لا تعد ولا تحصى في تاريخ الأمم والشعوب… صور تعبّر عن وحشية السلطة القمعية، خاصة من الذين يدّعون أنهم يمثلون الآلهة على الأرض!
وإذا كان (المعتوه) يستخدم المقصلة، فالحجاج بن يوسف الثقفي كان يجمع الجماجم ويكوّمها، ويجبر الناس أن يدوسوا عليها مرغمين بقوة السيف، أثناء فترة ولايته على العراق أيام الحكم الأموي .. وهو الذي قال: (إنّي أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها). وقال أيضاً: (إن للشيطان طيفاً، وإن للسلطان سيفاً).
ظلَّ قطع الرأس منتشراً وسيلة للإعدام منذ آلاف السنين. وعادة ما كان ينفذ في المساجين السياسيين الذين يطلق عليهم صفة (الخونة) والمجرمين الخطرين. وفي العصور الوسطى كانت الرؤوس المقطوعة تُعلَّق على جدران لندن، وفي مصر على باب زويلة. وتطورت أدوات قطع الرؤوس بوسيلة ميكانيكية سريعة، لتلافي مشكلة ضمير الجلاَّد فاستخدمت المقصلة في الصين القديمة. أمَّا في اليابان فيعدّ قطع الرأس الخطوة الثانية لما يسمى ب (السيبوكو)، وهي طريقة انتحار يقوم فيها المنتحر بشق معدته بالسيف، ثمَّ يقوم محارب آخر بقطع رأسه من الخلف.
شاهد المواطنون السوريون والعالم الجرائم الوحشية التي ينفذها التكفيريون والوهابيون.. وكيف يقطعون الرؤوس وهم يحملون السواطير والسيوف، ويهللون فرحاً وأصواتهم تتعالى بعبارات التكبير، أثناء تنفيذ جرائمهم، و كيف يفتحون الصدور ويأكلون قلوب الأبرياء.
ونشرت الصحف الأجنبية ومنها صحيفة (ديلي ميل) البريطانية صوراً لإرهابيين، يقومون بذبح الناس بالسيف أمام الأطفال. ومما يلفت الأنظار أن أحد المجرمين رفع رأس أحد الأسرى في السماء وهو يصرخ، ويفتخر بما صنعت يداه برفع السلاح والتكبير وإطلاق النار!
وسجَّل التاريخ أشهر حالات قطع الرؤوس، التي من أبرزها:
القديس يوحنا المعمدان الذي قطع رأسه الملك هيرودس، وذلك استجابة لمطلب سالومي، بعد أن أدت رقصتها أمام الملك. وسبب هذه العقوبة أن يوحنا قال لهيرودس: (إنه لا يحلّ له أن يتزوج امرأة أخيه..).
الإمام الحسين بن علي عام 680 ميلادية.
ألوف الصينيين عندما كان قطع الرأس هو الوسيلة المعتمدة للإعدام في الصين.
الإنكليزيان: الدوق إدوارد ستافورد، وسير توماس مور، عام 1535 .
الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت، بعد الثورة الفرنسية، ومعها الملك لويس الرابع عشر، ومدام دوباري، ومدام رولاند وعشرات آخرين.
(ميدوسا الجرجونة) ذات النظرة التي تحوّل الرجال إلى تماثيل في الميثولوجيا الإغريقية.
السير ويليام والاس مشعل شرارة الثورة في اسكتلندا، الذي تمَّ تقطيع جثَّته إلى أربعة أجزاء وتعليق رأسه على جسر لندن.