أن تكون أنتَ .. مجرد أنتْ !
من المدهش أن نتمكن من إزاحة ترسبات الزمن و(أن نكون أنفسنا)..! أن نتجرد من دراما التخفي و نعود نحن.. مجرد (نحن)..؟ لكن، هل سنكون بخير أمام المجتمع؟ ماذا عن الانتقادات و الرفض، هل سيؤدي بنا هذا للعزلة؟ و هل العزلة أمرٌ سيئ بالضرورة!
في الطريق للحصول على الإجابات، تبين أنه من الممكن أن نصبح أشخاصاً نتحدى، أو نخشى الانتقادات، عنيدين غاضبين متمردين، أو ودودين معطائين مضحّين. لدينا ذواتٌ حقيقية. و ما علينا سوى التخلص من القصص، والعلامات، والأحكام التي ألقيت على عاتقنا. فمن نحن بطبيعة الحال دون أقنعة وتبجح..؟ نحن مجردُ نحن عندما نلقي عنا عباءة الآخرين، ونخرج من الأفكار والمعتقدات المتراكمة والتي جمعت على مدى العمر.
فلنتصل مع طفولة أعماقنا
إنهم الأطفال، يهتمون قليلاً بما يعتقده الآخرون عنهم، سعداء، وهذه هي طبيعتهم الحقيقية. لم يمنحوا للمجتمع بعد فرصة سحق ابتساماتهم. لا قيمة لديهم لرأي الناس عن سخافتهم أو جنونهم، إن رقصوا وغنوا وركضوا في ساحات الجوار الأمامية.
الأطفال هم الحب النقي، إنهم الضوء، إن كنا حقاً نريد الاتصال مع طفلنا الداخلي، علينا أن نكون أكثر حرية، أن نقدس اللحظة، لا أن نمارس رياضة تقوية العضلات سراً في فناءات الجوار الخلفية.
يساعدنا الأطفال أن نلمح قسوتنا وبرودنا و مادية حياتنا وخطورة انجرافنا في لعب الأدوار التي تناسب المجتمع، نرى من خلالهم كم مارسنا قمع طبيعتنا الحقيقية، و أخرسنا الطفل الكامن فينا.
الوعي بالأفكار
قد نصدم حين نعرف كمَّ الأفكار السلبية المتسربة لعقولنا في اليوم الواحد، و التي تصبح فيما بعد واقعاً متبلوراً، علينا أن نكون واعين بأنماط تفكيرنا، أن نمنح أنفسنا بعض الدقائق كل صباح نتفحص فيها ما نتلقاه من الآخرين، الإعلام، الأحداث والمحيط. إنها عملية مراقبة العقل .
كثير من المعتقدات القديمة في اللاوعي اتخذناها على مدى سنوات، وأصبحت قوة حاضرة تمنعنا من الكشف عن طبيعتنا الحقيقية . المسالمة المتفائلة . علينا توخي الحرص ف(نحن .. ما نفكر فيه).
اتباع الحدس
وهذا من أهم العوامل أن نكون أنفسنا، كثيراً ما نتجاهل الحدس حين نشعر بالتزام تجاه المجتمع، حين تصبح مرضاته مطلبنا الأول، قد لا ندرك كم تقودنا المواءمة مع الروح لأفضل اتجاه ممكن لنا وله.
إن الثقة بقول نعم أو لا لأحداث كبيرة في حياتنا، مؤشر وصولنا لمحاذاة طبيعتنا الحقيقية، إلى ذواتنا الأصيلة المختبئة وراء كل تلك المعتقدات وأنماط التفكير التي أورثانا إياها المكان و الزمان. لا مشكلة ببعض الخجل، العزلة، الاكتئاب، الغضب، المهم أن نحب ونرضى عما نحن فيه في الوقت الراهن، بعيداً عن التورط في مسيرة إرضاء الآخرين .
كيفية أن نكون بغير إضافات
تحدٍّ يفضي إلى أن نستعيد الاتصال مع أنفسنا. آلا ننحشر في صناديق الغير و أن نتحرر من أدوارنا في قصص وتسميات الآخرين، لنترك الطرق القديمة في التفكير، و نتبع فردوسنا الخاص، الحرية الحقيقية كامنة في ممارسة الضوء، والسلام الداخلي مؤشر أبدي للسعادة.