اهدم الحواجز في وجه السعادة
هل تنزلق السعادة من أيدينا كلما رغبنا فيها؟ هل نبحث عن السعادة في الأماكن الخطأ؟ هل السعادة هي الحصول على ما نريده في نهاية المطاف؟ يقولون إن الوقوع في السعادة مثل الوقوع في الحب، لا يدَ لنا في كليهما. إن كان هذا هو الحال، فكيف يمكن أن نصبح سعداء؟
حواجز ستة تقف في وجهها، متى نتخطاها؟ وكيف نمتلك مقومات السعادة؟
1-هدم حاجز التعقيد:.
الحياة العصرية تسعى للارتقاء باختياراتنا إلى أعلى مستوى لندفع مقابل ذلك الثمن الكبير. ويفوتنا أننا نخلط بين نوعية المعيشة التي نمارسها ومستوى المعيشة الذي نسعى إليه.
تبسيط الحياة، يعني إنشاء مساحة أكبر في يومنا للتفكير بما نرغبه حقاً، بعيداً عن فقاعات المظاهر الخادعة والتعقيدات التي يُعتقد أنها تجلب السعادة.
2-هدم حاجز (مطاردة السعادة):
يسبب البحث المضني عن السعادة توتراً يسلب سلام الروح والجسد. أياً كان ما نسميه: تأمل،صمت، صلاة، علينا القيام بـ(وقفة) لا نولي فيها اهتماماً لمخاوفنا وشكوكنا وتشاؤم أفكارنا. (كل شيء بخير)، بضع دقائق يومياً صباحاً تساعد في (شحن الطاقة) وتحسّن المزاج. علينا الحرص على أن تكون حياتنا ضمن نطاق السيطرة.
3-هدم حاجز السلبية:
إن تأملنا في كمّ السجون التي نقطن فيها، لوجدنا منها الكثير: سجن الغضب، سجن الاكتئاب، سجن الغرور وغيرها.. أما السلبية، والأفكار القهرية في عقولنا فهي سجّانونا المحترفون.
نتفاعل مع العالم من خلال الحواس والعقل. أما الطريقة التي نرى بها الأشياء فترتبط بقوة بما نشعر به وبما يحدث لاحقاً، ولذلك من الضروري أن نعتمد النظرة الإيجابية إلى ما يحدث.
نعتبر في ثقافتنا الاجتماعية أنه من الطبيعي أن يمر الناس بحالاتِ الغضب أو الاكتئاب وقد لا يملكون أي شيء حيال ذلك. لكننا لا ندرك أن مجرد الاعتقاد بوجود أي سبب كان للمعاناة: (شخص ما، مرض، فقدان) هو فكرة سامة تسري في الروح وتقتل السعادة.
لا نعرف غالباً أننا لا نحصل على السعادة إلا عندما نتخلى عن الحالة العصبية للعقل، ويكون التخلص من التوتر عبر التفكير بحل ما، بما يمنحنا الشجاعة وإيلاء الاهتمام، وتحمّل المسؤولية عن أفكارنا، بدلاً من الاستسلام للأفكار السلبية.
ومن التقنيات المساعدة لإيجاد الحلول: التأمل أو ممارسة الامتنان. من المهم أن نذكر أن نطاق السعادة الذي يتأثر به الإنسان بحكم الوراثة المجتمعية يختلف من مجموعة بشرية لأخرى. لكن أولئك الذين يمارسون التأمل أو الامتنان بانتظام يجعلهم أكثر سعادة وتفاؤلاً أياً كانت ظروفهم.
4-هدم حاجز اليأس بالأمل:
كيف نحافظ على الأمل في مواجهة الشدائد؟
هناك ثلاثة عناصر ضرورية لتحقيق الأمل: الهدف، لخطة، والدافع لتحقيق هذا الهدف.أولئك الذين ينجحون لا يهتمون لفخّ اللوم داخلهم أو من المحيط . إنهم في حالٍ مستمر من التساؤل الإيجابيّ: (مالذي علينا القيام به الآن؟) وينطلقون من جديد.
5-هدم حاجز التحديق من بعيد:
الشبكات الاجتماعية (الفيس بوك، توتير، أنستغرام وغيرها من مواقع التواصل الافتراضي هل ملأت ثغرات التواصل الواقعي؟ هل أوصلتنا لسعادة ما؟).
أظهرت دراسة استمرت على مدى العشرين سنة الأخيرة على أكثر من 4000 شخص، أن الشعور بالسعادة أو عدمها لايتأثر بالأسرة أو الأصدقاء في مجتمعهم فحسب، وإنما يمكن لحالة السعادة أن تنتشر أو تُحجب من خلال الشبكات الاجتماعية الافتراضية، مثل الفيروس الخطير.
إن كثيراً من الأشخاص يقضون الوقت منعزلين يحدقون في شاشاتهم، فيتلقون العدوى بأمراضِ (النت) دون أن يعلموا. إن المرء الملتف على نفسه، يغلق عالمه عليه أكثر ويصبح أقل واقعية، يغرق في حلقة مفرغة غافلاً عن احتياجاته واحتياجات الآخرين شيئاً فشيئاً. ولأن عالمه لا ينفك ينكمش وينكمش يعجزُ عن رؤية نفسه خارج نفسه، وتتضخم الأنا لديه لدرجة أن يصبح هشاً وهدفاً ضخماً للإيذاء.
الحل يكمن في استخدام (عدسة واسعة الزاوية) من خلال الانخراط في مجتمعٍ جديد. التعرف إلى تجارب الناجين أو المتصارعين مع تحديات مماثلة في الواقع. إن الانضمام إلى رحلتهم ومسّ معاناتهم أو نجاحهم يوفر بعض الراحة والسعادة. كما أن التعاطف وممارسة التواصل الحقيقي والسلوكيات المعززة للصحة تزيل العزلة، وتبني المرونة وتقلل مخاطر القلق والاكتئاب. أما أحلام اليقظة فقد تكون مصدراً رائعاً للأمل، ممهدةً الدرب للسعادة.