الجيش السوري يحبط (غزوات) الإرهابيين…حلب صامدة في وجه أعداء الإنسانية
لم يكن السلوك الأمريكي تجاه حسم قوائم الإرهاب موقفاً عابراً.. تكتيكياً، بل كان استمراراً لاستراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة باستنزاف سورية جيشاً وشعباً واقتصاداً، بهدف تدمير ما تمثله إقليمياً ودولياً، ليس فقط كدولة ممانعة لأطماع الصهيونية، بل كنموذج لمجتمع تعددي يضم مكونات دينية واجتماعية وإثنية، أثْرَت الحضارة الإنسانية وعاشت متآلفة منسجمة رغم المنعطفات الكبرى التي واجهتها والمنغصات السياسية والاقتصادية التي أحبطت طموحها إلى مجتمع ديمقراطي علماني يستوعب جميع متطلبات الكرامة الإنسانية والتقدم الحضاري.
الأمريكيون لا يريدون حسم معركة حلب ضد (النصرة) وشركائها، لأن الانتصار في حلب يعني بداية سقوط الغزو و(الاعتدال) الذي يعولون عليه لاستمرار نزيف سورية والسوريين.
في التصريحات الأمريكية يتسابق المسؤولون إلى إدانة القاعدة والنصرة.. في السلوك الفعلي يشرفون على مساندة المنظمات الإرهابية ويعيدون تشكيل (المعتدلين)، ويدربون (جيشاً) سورياً (ديمقراطياً) لاستمرار مواجهة الجيش السوري وزعزعة مكافحته لغزو داعش والنصرة.
إن حصار الجيش السوري للإرهابيين في حلب، والمعارك العنيفة التي خاضها لقطع شرايين إمداداتهم، أقامت الدنيا ولم تقعدها.. الأمريكيون طالبوا روسيا بهدنة، وبعض الأوربيين (الديمقراطيين) أبدوا خشيتهم من كارثة إنسانية، أما الكوارث الإنسانية التي لحقت بأهالي حلب الصابرين قبل حصار الإرهابيين، فصداها لم يصل إلى مسامع هؤلاء.
لا يمكننا تفسير الشدة والضخامة والشراسة في (غزوات) إرهابيي النصرة وشركائها رداً على حصارهم في حلب واستماتتهم في خرق الحصار، عن طريق إحداث خرق في منطقة الكليات، إلا بوصول مساعدات متعددة المصادر إلى الإرهابيين، فتقدم الجيش السوري وحصاره للإرهابيين يعني، سواء شاء الأمريكيون ذلك أم أبوا، هي بداية خروج سورية من النفق الأسود ومقدمة لهزيمة مشروع أمريكي – صهيوني – سعودي – تركي، لشرق أوسط جديد على مقاسهم..
الأنظار ستتوجه غداً إلى موسكو لمتابعة لقاء أرودغان مع الرئيس بوتين.. أردوغان الذي استبق سفره إلى روسيا بتصريحات تؤكد (استحالة حل الأزمة السورية دون روسيا). المتابعون للسياسة التركية ما بعد محاولة الانقلاب يلمحون بداية لتغيير ما في الموقف التركي من الأزمة السورية، لكن الأقوال لا تعني شيئاً، فالمهم هو موقف واضح من مسألة إغلاق الحدود التركية في وجه الإرهابيين المتدفقين إلى سورية، ووقف المساعدات القادمة إليهم بجميع أشكالها.
لكم يا جنود سورية البواسل، ويا أهلنا في حلب، تنحني الهامات، فاستبسالكم وصمودكم يُعد من المآثر الإنسانية الكبرى، وصبركم على النكبات والويلات والمجازر لن يذهب هدراً، وسيتوج بنصر أكيد على الإرهابيين مهما غيروا من أسماء ومواقع.
الشعب السوري صفاً واحداً خلف جيشه، كل الدعم لأهلنا في حلب!