أنقذوا أهلنا الصامدين في دير الزور!
منذ أيام تعرضت أحياء دير الزور المحاصرة ومنطقة المطار لهجوم شرس شنّه التنظيم الإرهابي (داعش) في محاولة جديدة منه للسيطرة على المطار وبقية أحياء المدينة، إلا أن الجيش تمكن من صدها رغم كثافتها. ولا يمر يوم واحد دون هجمات يشنها (داعش) يعمد من خلالها إلى السيطرة على حي هرابش، وتضييق الخناق على المطار تمهيداً للسيطرة عليه، كما يكاد لا يمر يوم دون استشهاد عدد من المدنيين نتيجة القذائف التي يطلقها التنظيم الإرهابي على الأحياء السكنية المحاصرة (القصور والجورة).
في الواقع هناك وضع صعب للغاية يمر به محيط مدينة دير الزور والأحياء التي لا تزال محاصرة من قبل إرهابيي (داعش) منذ 3 سنوات، ولولا صمود أفراد الجيش العربي السوري البواسل ومن يساندهم من أبناء المحافظة وتدخل الطيران الحربي السوري، والطيران الفضائي الروسي لحدثت مجازر كبيرة بحق الأهالي المحاصرين، لأن سكان الأحياء التي تحت سيطرة الدولة سيواجهون (إبادة جماعية حقيقية في حال سيطرة داعش على كامل المدينة) … من هنا تأتي أهمية تعزيز القوات الموجودة ودعمها بالعدد والعتاد وتكثيف الغارات الجوية، واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن المدينة وسكانها.
لقد فاقمت هذه الهجمات الوحشية معاناة المواطنين المدنيين من الحصار الجائر الذي تجاوز عامه الثالث، فانقطع وصول المواد الغذائية نهائياً، مما دفع تجار الأزمة من الفاسدين والمحتكرين لزيادة رفع الأسعار بشكل جنوني، لا يصدق، فقد وصل سعر كيلو البطاطا إلى نحو ألفي ليرة، أما أسعار السكر والرز والشاي إن وجدت فجدّث ولا حرج، وسعر البيضة الواحدة وصل إلى حوالي 500 ليرة، فضلاً عن معاناة الأهالي من الكهرباء التي لم يروها منذ سنتين، وكذلك المياه والأدوية، والمحروقات.
يضاف إلى ذلك انتشار الأمراض والأوبئة وخاصة وسط الأطفال وندرة الأدوية واللقاحات وقلة عدد الأطباء … الخ.
باختصار… الوضع لا يوصف بكلمات، والمعاناة أكبر من أي حديث… رغم ذلك مازالت وسائل الإعلام الرسمية تتجاهل ذلك، وبعض القوى التي تدعي (المعارضة) وتخطب عبر القنوات الفضائية المعادية مدعية الدفاع عن الشعب السوري ما زالت تلتزم الصمت إزاء ما هو موجود في دير الزور، هذا إن لم تكن مبسوطة أو متشفية ، وما زالت القوى والمنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن السكان المدنيين وحقوق الإنسان ساكتة خرساء اتجاه المعاناة القاسية لأهالي دير الزور. ومازال الأهالي متمسكين بوطنهم، ببلدهم ، ببيوتهم… يعيشون على أمل الخلاص من كابوس الحصار، وأمل انتصار الجيش العربي السوري الباسل بطرد (داعش) وأخواتها ومناصريها من محيط مدينتهم، مازالوا على أمل أن تجد الحكومة والجهات المعنية الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها إيصال المواد الغذائية، والأدوية الضرورية لهم بأسرع وقت، وأن تقوم الحكومة بمحاسبة ومعاقبة الفاسدين تجار الأزمة والمتلاعبين بقوت المواطنين ودمائهم.
لهؤلاء الصامدين… ولأفراد الجيش العربي السوري المدافعين عنهم نرسل ألف تحية، ولحكومتنا الموقرة نقول لابد من تذليل كل العقبات وتقديم المساعدات الفورية، وللفاسدين: ألا يكفيكم ما نهبتم وسرقتم من جيوب أبناء بلدكم وما هدرتم من دمائهم؟! وللمنظمات الدولية نقول: كفاكم صراخاً، وادعاءً بالدفاع عن الإنسان وحقوقه.. افعلوا أي شيء يثبت صدق ما تدّعون، وأنقذوا سكان هذه المدينة الصامدة من براثن الدواعش المجرمين.