العمل الخيري جسر الأمل في ظلِّ الواقع السوري الصعب
د. عبادة دعدوش:
الخامس من أيلول هو اليوم العالمي للعمل الخيري. ففي عالم مليء بالتحديات والتغيّرات والصراعات، يبقى العمل الخيري منارةً تُضيء الطريق للعديد من المحتاجين.
و لعلَّ من أبرز الدول التي تحتاج إلى هذا الدعم وبشكل كثيف هي سورية الحبيبة، فالأزمات التي مرّت بها من حرب ودمار وحصار اقتصادي جائر، ومن آثار جائحة كورونا والزلازل، كل هذا خلّف أعداداً كبيرة جداً من الشعب السوري بين مُهجّر ومفقود، أو فقير أو مشرّد أو مريض. فكان من الضروري جداً أن يكون هناك منظمات إنسانية محلية ودولية للإغاثة وتقديم المساعدات والرعاية، ووجود أبطال صامتين يعملون بكل حب ووفاء من خلال هذه الجمعيات والمنظمات.
إن للعمل الخيري أهمية ودور مهمّ جداً سواء كان على الفرد أو على المجتمع، باعتباره يستند إلى تقديم الدعم والمساعدة لأولئك الذين يعانون من الفقر، الجوع، المرض، أو من تعرّضوا للكوارث الطبيعية. ويأتي هذا العمل على شكل تبرعات مالية، أو مواد غذائية، أو خدمات طبية، أو حتى من خلال الدعم النفسي والاجتماعي أو التنموي.
وفي سورية، أضحى هذا النوع من العمل اليوم ضرورة مُلحَّة، إذ فقد كثيرون مصادر رزقهم وقدرتهم على تأمين الاحتياجات الأساسية، وهذا ما تعمل عليه العديد من المنظمات السورية والجمعيات الخيرية من خلال عمل الخير الذي لطالما كان صفة مُقترنة بأهل الشام قديماً وبسورية بلد الخير والبركة، وأهلها أهل الطيبة ومساعدة الناس، إن هذه الطبيعة بقيت رغم كل الظروف التي مرَّ بها أهل سورية وأبناؤها، كما تزايد عدد المنظمات الخيرية في سورية خلال السنوات الأخيرة، فقد ظهرت مجموعة من الجهات المحلية والعالمية التي تسعى لتقديم المساعدة.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمات والجمعيات الخيرية، إلاّ أن العمل في هذا المجال لا يخلو من التحديّات الكبيرة، فالعديد من المنظمات تعاني من نقص في التمويل والموارد اللازمة لتلبية احتياجات المُتضرّرين وكثرة عددهم، إضافة إلى حالة البطالة المُستعصية وسوء المعيشة وتدني الرواتب والأجور ممّا ينعكس على حال المواطنين معيشياً وصحياً ونفسياً، ولا شكّ أنها كلها عوامل تُعدُّ من ضمن التحديّات التي تواجه العمل الخيري.
لكن، وعلى الرغم من كل هذه التحديات والصعوبات، يبقى الأمل موجوداً، فالخير موجود دائماً وخاصة لدى أهل سورية الحبيبة، أهل العطاء والخير والعمل الخيّر. ولعلّ الأمل الحقيقي هو بجهود الجمعيات والمنظمات الخيرية التي تسعى لعمل خيري تنموي مُستدام من خلال العمل على تأهيل كوادر مهنية، وافتتاح مشاريع ريادية اقتصادية مهنية أو فكرية لرفد الجمعيات بشكل مستمر، ودوام القدرة على توفير مصادر دخل مستمرة ومُستدامة ممّا يُحقّق تنمية مستدامة للفرد العامل وللمجتمع.
إن العمل الخيري ليس مجرد استجابة لحاجة آنية، بل هو جهد مستمر لبناء مجتمع أكثر تماسكاً ورفاهية. ومع استمرار الأزمات، يبقى دور المنظمات الخيرية crucial in bringing hope and sustainability to the lives of those who have lost so much.
ندعو كل من يستطيع إلى المشاركة في هذا الجهد الإنساني والعمل الخيّر، فكل جهد مهما كان صغيراً يساهم في بناء جسر الأمل للمحتاجين في سورية.