المجد للطبقة العاملة السورية.. بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي

يا عمال سورية الأوفياء..

يحتفل الملايين من العمال في العالم بمناسبة الأول من أيار، عيد العمال العالمي، باعتباره يوماً للنضال ضد الاستغلال الطبقي والاضطهاد والقمع والبطالة، ومن أجل تأمين فرص العمل وتحسين حياة الكادحين، والتعليم المجاني لأبنائهم، وتأمين رواتب التقاعد والطبابة والحياة الكريمة، وحرية الإضراب والتنظيم وتأسيس النقابات من أجل الدفاع عن حقوقهم، وإصدار التشريعات والقوانين التي تحميهم ووضعها موضع التنفيذ.

الأول من أيار الذي أقرّه مؤتمر الأممية الأولى المنعقد في باريس عام 1889 تذكيراً وتخليداً لذكرى من سقطوا من العمال وقياداتهم العمالية على يد الشرطة والأجهزة الأمنية في ساحات مدينة شيكاغو الأمريكية، التي تعرضت بالرصاص لآلاف العمال المنتفضين احتجاجاً على ظروف العمل القاسية، مطالبين بتحديد ساعات العمل، وزيادة الأجور، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا يرفع عمال العالم الشعار المضيء والخالد:

(يا عمال العالم اتّحِدوا!).

هذا الشعار الذي يعني كل العاملين بسواعدهم وأدمغتهم، وقد أخذت الطبقة العاملة تعي وجودها الطبقي الإنساني والوطني وتتقدم راياتها كل الصفوف في مجرى الكفاح الطبقي ضد الاستغلال الرأسمالي والتغول الإمبريالي الوحشي. وقد اندمجت بشكل طبيعي وموضوعي أهداف الطبقة العاملة المطلبية في بلدان العالم الثالث مع أهدافها التحررية والوطنية، وكانت في طليعة من تصدى للاحتلال الأجنبي لبلدانها، ويبرهن فشل العدوان الإمبريالي الخليجي والتركي، الذي استهدف بلادنا بهدف إركاعها، يبرهن على أن الزمن قد تغيّر، فلم تعد الشعوب لقمة سائغة يسهل ابتلاعها، وأن نضال الطبقة العاملة وسائر الكادحين في العالم لم يذهب عبثاً.

لقد اندمجت في بلادنا الأهداف الوطنية والاجتماعية، فعمالنا، الذين وقفوا صفاً واحداً ضد الإرهاب والإرهابيين، دافعوا عن المعامل والمنشآت والبنى التحتية للبلاد، وقدموا الشهداء والجرحى في كل مكان من أرجاء سورية، وعانوا الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، كسائر الفئات الفقيرة والمتوسطة، وبقي القسم الأكبر منهم يعمل وينتج بالرغم من أعمال التخريب والتدمير، وأدركوا عمق الترابط بين المصلحة الوطنية ومصالح العمال الاجتماعية والمعيشية.

أيتها العاملات.. أيها العمال!

يأتي الأول من أيار هذا العام والإمبريالية العالمية لاتزال تحيك المؤامرات ضد الشعوب، وهي تدير مؤامرة اقتصادية إنسانية اجتماعية عن طريق فيروس كورونا، هذا الجائحة التي كشفت هشاشة الأنظمة الاجتماعية والصحية في البلدان الرأسمالية، وتهميشها لمصالح شعوبها، كما أظهرت عمق التبعية الاقتصادية والمالية للإمبريالية الأمريكية، ما ينعكس على الجانب الاجتماعي أولاً، ثم الاقتصادي، نتيجة تجميد الطاقات البشرية أو الإنتاجية والخدمية على حد سواء. ويقف عمال العالم هذا العام للنضال ومكافحة هذا الوباء والخطير في ظل سيطرة الاحتكارات العالمية وتردي الأنظمة الرأسمالية في مجال الصحة والضمان الاجتماعي.

ويعاني عمالنا وشعبنا من ظاهرة كورونا، في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية، وضعف الإجراءات الحكومية حيال ارتفاع الجنوني غير المبرر لأسعار السلع الأساسية، يضاف إلى ذلك كلّه النهبُ والفساد الذي تمارسه فئات طفيلية فاسدة اغتنت على حساب الشعب، وراكمت الثروات من مداخيل غير مشروعة.

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، حزب الطبقة العاملة وجميع الكادحين، يثمّن دور عمالنا في مواجهة التحديات والعدوان المتعدد الأشكال الذي تتعرض له بلادنا، ويقف إلى جانب طبقتنا العاملة لتحقيق مطالبها المشروعة، وهو يؤكد ما جاء في اجتماع الأمانة العامة للاتحاد العام للنقابات العالمي على أن يكون الأول من أيار هذا العام: يوماً للنضال في جميع أنحاء العالم للمطالبة بالرعاية الصحية العامة المجانية لجميع العمال والشعوب.

أيتها العاملات.. أيها العمال

معاً من أجل:

-تعزيز الأممية البروليتارية والتضامن للطبقة العاملة العالمية.

– الدفاع عن العمل والحياة الكريمة للعمال والمهاجرين والمتقاعدين واللاجئين والعاطلين عن العمل.

-تأمين متطلبات الحياة الكريمة، ومكافحة الفاسدين وتجار الحروب والمتحكمين بلقمة العمال وسائر الفئات الفقيرة والمتوسطة، ودوائهم ودفئهم.

-النضال من أجل تحقيق توجه اقتصادي واجتماعي للبلاد، يهدف إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمتوازنة، ويعيد إعمار ما خربته جرائم الإرهابيين، ويحافظ على مكتسبات الطبقة العاملة السورية ويعززها.

نعزي أسر جميع العمال الذين فقدوا أحباءهم.

التحية للعمال الذين يعملون في ظروف صعبة من أجل إنتاج السلع والتشغيل.

التحية الحارة للعاملين في قطاع الصحة العامة الذين يبذلون نضالاً بطولياً للرعاية الطبية ومعالجة المرضى.

التحية للاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بعيد العمال العالمي.

فلتتعزّز وحدة الطبقة العاملة السورية، واستقلاليتها، ومقاومتها أي محاولة لتقسيمها أو تهميشها.

ستبقى الاشتراكية أملاً، وهدفاً يسعى إلى تحقيقه سائر الشغيلة في العالم، مادام الاستغلال والظلم يخيّمان على حياتهم.

عاش الأول من أيار!

28/4/2020

 الحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1104 - 24/4/2024