اخرجي من كونك امرأة لتكوني إنسانة

وعد حسون نصر:

منذ أن تَلجي إلى الحياة لا يمنحونكِ سوى صفة واحدة: امرأة/ أنثى، ليس بوسعكِ شيء سوى تلقي الأمر وتنفيذ المطلوب!

لماذا لا تخرجين من هذا القيد لتقفي بوجه تلك الصفات والعادات البالية، وتكوني إنساناً كاملاً ذا كيان مستقل له مكانه في الحياة؟

ليس من المعيب أن تكوني امرأة، فهي صفة تمييِزية بينكِ وبين الرجل، مثلها مثل اسمكِ، المعيب أن تستكيني وتقبلي النصف الأضعف والانتقاص من حقوقك. اعملي جاهدة لتخرجي من قفص العادات والتقاليد والألقاب المفروضة! وليكن خروجكِ بالعلم لأنه سيرفع من مكانتكِ، والعمل الذي سيجعلكِ مستقلة، والثقافة لأنها ستزيد من معرفتكِ وتعلّمك كيف تواجهين معارك الحياة. لا تقفي مثل العارض المتلقي في وجه الرجل لامتصاص غضبه وشتائمه فتشعريه أنك أقلُّ منه منزلة، فليست مهمتكِ في حياته فقط تهدئته وتعديل مزاجه المضطرب دونما حسبان لمشاعركِ. لا تجعلي من نفسك تلك العورة التي جاء الرجل ليستر عليها بقوّته، فتصبحي ظلّهُ. لا تُخفي اسمك ولا تجعليه مكتوماً لأنهم قالوا لكِ إنه عورة! لا تدفني جسدك تحت كومة قماش لأنهم قرروا أنه عورة! ثوري على كل العادات التي قيّدتك بطوق المرأة، ثوري على  مشاعرك المدفونة بداخلك وعلميها الحب والحياة، ثوري على الغرف المظلمة وأنيري فيها النور واطلي جدرانها بألوان أحلامكِ، لا تجعلي الأنوثة فقط بخفض الصوت وأحمر الشفاه والحفاظ على البكارة للزوج القادم من قبل الأهل، بل اجعليها صفة من الخالق مُنحت لك لتتميزي بها عن الذكر، ولا علاقة لها في تحديد منزلتكِ ومكانتكِ في المجتمع، فكثير من النساء تكون الواحدة منهن هي نفسها عدوة نفسها، وترفض الاستقلال بحياتها ظنّاً منها أنها أقلُّ من الرجل مكانة، فتصبح مجرّد عاملة في المنزل، مهمتها الطبخ والغسيل وتدريس الأطفال وتربيتهم، والحريصة على رغبات الزوج الذي منحها كرمه بالزواج منها والستر عليها.

لذلك عليكِ أيتها المرأة أن تدركي قبل الآخرين أنك إنسان له كيان، شخص فعّال في المجتمع لا يمكن أن يكتمل هو من دونكِ، ولتجعلي من الأنوثة اسماً فقط لتتميّزي به عن الآخر، والمرأة هي لقب مثله مثل لقب الرجل، فلا فرق بين الألقاب إنما وضعت للتمييز بين شخص وآخر.

 

العدد 1104 - 24/4/2024