أمهات سلمية أجمل من انتظرت ابنها

 

(سلمية، الدمعة التي ذرفها الرومان على خد الزمان) وإثر فاجعة زلزلت أركان المدينة وأهلها، فاجعة طغت على كل الفواجع التي مُنيت بها منذ بدء الأزمة السورية..

 سلمية عروس الصحراء، كانت أمهاتها صبيحة عيد الأم، على موعد لم تكنَّ لتنتظرنه أبداً، ولم تحلمن به يوماً.. موعد زُفَّ فيه عشرات الأبناء شهداء كانوا بالأمس يهيئون الهدايا للأمهات.. ويخطون رسائل التهنئة بعيد من كانت الجنة تحت أقدامهن..

أمهات سلمية في عيدهن اليوم، يتقاسمن مع كل أمهات سورية حزن عشش في الروح.. وقهر استوطن القلوب، وآهات تحرق بلظاها مساحات الكون على أبناء ذهبوا ضحية الغدر والإرهاب الدموي.

أمهات سلمية كما جميع أمهات سورية، في عيدهن اليوم يتشحن السواد ليلاً مقيماً، تكوي مآقيهن دموع الحزن، وصبر انتظار طال أمده حتى بات الفرج أملاً واهياً وواهماً..

 فأيُّ عيد لأم تسكن المقابر، تناجي أبناء كانوا بالأمس دنياها وجنتها، فقضوا اليوم في حروب الردّة المزعومة، والكرامة المهدورة وأياد ملوثة في الدم..

أيتها الأمهات المفجوعات صبيحة عيدكن.. لا يمكننا إلاّ أن نقول لكنّ كل عام وأنتنَّ أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها.. 

ويا جميع أمهات سورية..  لا يمكننا إلاً أن ننحني إجلالاً وخشوعاً مهيباً أمام عظمتكن التي سطّرت بلا شكّ، وطرّزت، وشاح الوطن بصبرٍ لا ينفذ ولا يلين..

العدد 1105 - 01/5/2024