رحيل الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري

غيّب الموت  الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري، بتاريخ24 نيسان 2015 عن عمر ناهز 79 عاماً بعد معاناة مع المرض.

يعد الفيتوري من روّاد الشعر الحديث، إذ ارتبط شعره بنضال شعوب إفريقيا ضد المستعمر، وله دواوين كثيرة منها (أغاني إفريقيا) في عام 1955 و(عاشق من إفريقيا) في العام 1964 و(اذكريني يا أفريقيا) في عام 1956 و(ثورة عمر المختار) في عام 1973 ولم تغب القضية الفلسطينية فكتب (يا وطناً يتفجر فيه العذاب ويهرم أطفاله الضائعون على طرقات الهزيمة…يا وطناً أثقلته الجريمة فتهالك تحت جراح الجريمة).

غنّى له الفنان الراحل محمد وردي أغنية (عرس السودان) التي مجّد فيها انتفاضة الشعب السوداني ضد نظام نميري.

وُلد الفيتوري في مدينة الجنينة في دارفور عام 1936 ونشأ في مدينة الإسكندرية في مصر. حفظ القرآن، وانتقل إلى القاهرة حيث تخرّج في كلية العلوم في الأزهر الشريف. وعمل محرراً في صحف مصرية وسودانية، وخبيراً إعلامياً في جامعة الدول العربية في ستينيات القرن الماضي. دُرّست بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته.

أسقطت عنه الحكومة السودانية الجنسية، وسحبت منه جواز سفره في عام 1974 بسبب معارضته لنظام جعفر النميري، فمنحه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي جواز سفر ليبياً، وسحبته السلطات الليبية بعد سقوط نظام القذافي، فغادر إلى المغرب حيث أقام هناك مع زوجته المغربية جنوبي الرباط حيث توفي.

وفي عام 2014 أعادت الحكومة السودانية له جنسيته ومنحته جواز سفر ديبلوماسياً.

تقلّد الفيتوري (الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب) في السودان، و(وسام الفاتح) في ليبيا، كما نال العديد من الأوسمة والجوائز في عدة دول عربية كالعراق ومصر والمغرب.

العدد 1105 - 01/5/2024