بوتين: تسلل عناصر «داعش» إلى أفغانستان يهدد الحدود الجنوبية لمنظمة شنغهاي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تسلل عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي إلى أفغانستان يهدد الحدود الجنوبية لدول منظمة شنغهاي للتعاون.

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده الجمعة 10 تموز في ختام قمتي مجموعة (بريكس) ومنظمة (شنغهاي) في مدينة أوفا الروسية، إن زعماء (شنغهاي) بحثوا خلال اجتماعاتهم تطورات الأوضاع في أفغانستان بالتفصيل، وأشاروا إلى تكثيف نشاط (داعش) في هذا البلد.

وأضاف: (نرى من المهم الشروع دون إبطاء في تطبيق برنامج مكافحة الإرهاب والانفصالية في الفترة 2016-2018 الذي أقرته القمة، والشروع في صياغة معاهدة (شنغهاي) لمكافحة التطرف).

وبشأن عملية انضمام الهند وباكستان إلى منظمة شنغهاي التي انطلقت خلال القمة، قال بوتين إن توسع المنظمة يجب أن يساهم في تسوية النزاعات في المنطقة. وأوضح قائلاً: (إننا نعرف تاريخ العلاقات بين البلدين (الهند وباكستان)، ونعوّل كثيراً على أن تصبح منظمة (شنغهاي) ساحة إضافية للبحث عن حلول وسط حول المسائل الخلافية).

وتابع بوتين: إن دول (شنغهاي) تريد أن تنضم إيران أيضاً إلى المنظمة، وأن هناك دولاً أخرى تبدي اهتمامها بالانضمام، لكنه شدد في هذا الصدد على وجوب استكمال عملية انضمام الهند وباكستان أولاً، ومن ثم دراسة آفاق التوسع المستقبلي للمنظمة.

وأردف قائلاً: (في إطار منظمة شنغهاي يجري اتخاذ جميع القرارات بالإجماع، نحن لا نعمل بمنطق الحلف العسكري، ولا يفرض أحد قراراته على الآخرين)، واعتبر أن هذه الآلية في اتخاذ القرارات تشكل ضامناً للاستقرار.

وقال بوتين إن موسكو تنطلق من ضرورة رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران في أقرب وقت ممكن.

وتابع إن بلاده تراقب التطورات في المفاوضات النووية الجارية في فيينا عن كثب، وتأمل في استكمالها قريباً بالتوقيع على كل الوثائق الضرورية وتنسيق الضمانات.

وأكد بوتين أن عقد الاتفاق الشامل مع إيران مهم للغاية فيما يخص مساهمته في ضمان الأمن الدولي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، واعتبر أن ذلك يصبّ في مصلحة لا إيران والمشاركين الآخرين في المفاوضات فحسب، بل وفي مصالح جميع دول المنطقة، وبضمنها الدول العربية وإسرائيل. وشدد الرئيس الروسي قائلاً: (إننا ندعو إلى رفع جميع العقوبات وفي أقرب وقت، لأننا نرى أنها (العقوبات) ليست وسيلة مناسبة لحل المسائل والقضايا الدولية). واعتبر أنه يجب التخلي عن العقوبات بوصفها وسيلة في الاقتصاد العالمي نهائياً. وذكر بوتين أن نظام العقوبات (يقلب الوضع الاقتصادي رأساً على عقب)، مؤكداً استحالة ضمان التنمية المستدامة والمستقرة دون توفير الظروف الاقتصادية الطبيعية للجميع.

وقلل الرئيس الروسي من الآثار السلبية المحتملة لرفع العقوبات عن إيران بالنسبة لروسيا، مؤكداً أن بلاده مستعدة تماماً للذبذبة المحتملة لأسعار النفط في الأسواق العالمية.

وأوضح: (فيما يخص زيادة توريدات النفط الإيراني (إلى الأسوق) فهو أمر محتمل، لكن الاقتصاد العالمي سيتكيف مع ذلك، وإنني أعني هنا أن استهلاك النفط سيزداد أيضاً… إننا مستعدون لذلك تماماً).

أعرب الرئيس الروسي عن تفاؤله الحذر حيال فرص نجاح اتفاقات مينسك الخاصة بأوكرانيا، إذ اعتبر نجاح تطبيقها سيناريو أكثر احتمالاً بالمقارنة مع سيناريو فشلها. وتابع أن المشاركين في قمتي (بريكس) و(شنغهاي) بحثوا الأزمة الأوكرانية خلال اجتماعاتهم، إذ اتفق الجميع على عدم وجود بديل لتسوية الأزمة بالوسائل السلمية وعن طريق التطبيق الكامل وغير المشروط لاتفاقات مينسك. واعتبر أن تباطؤ عملية تطبيق الاتفاقات السلمية مرتبط، قبل كل شيء، بموقف كييف التي ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع منطقة دونباس في شرق البلاد.

واستغرب الرئيس الروسي هذا الموقف، علماً بأن السلطات الأوكرانية كانت تصر على حضور زعماء جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد إلى مينسك في شباط الماضي، من أجل التوقيع على اتفاقات مينسك. وتابع أنه يعتبر هذا الموقف (تحركا تكتيكياً) ومايزال يأمل في نجاح الاتفاقات.

العدد 1105 - 01/5/2024