مســؤولـو آخر زمن!

 سبق أن أشرنا تحت هذا العنوان في مقالة سابقة إلى أن المواطن السوري لم يكفه ما أصابه من ويلات الأزمة التي يعيشها منذ خمس سنوات حتى الآن، بل ابتلي فوق ذلك بمجموعة من المسؤولين الذين زادوا مصابه ومعاناته إلى الحد الذي بات يصيح في كل مكان ومناسبة قائلاً: ألم يوجد غير هؤلاء الجهابذة والكفاءات في بلدنا لتولي المسؤولية في هذا الزمن الصعب؟

مسؤول جديد من مسؤولي آخر زمن وجد نفسه بين ليلة وضحاها في موقع بالجهة التي كانت تشرف عليه، فما كان منه فور مباشرته منصبه الجديد إلا إعفاء مجموعة من المديرين الذين كان يتعامل معهم في مركزه السابق، بالحجج المعروفة: الفساد و التقصير وعدم الكفاءة إلخ…

مرت أيام وشهور شعر فيها هذا المسؤول، أو نمي إليه، بأن قراراته السابقة كانت متسرعة وأساءت بشكل صارخ إليه، وقد تحول دون تجديد استمراره في منصبه، لأن قراره ذاك كان يفسّر تفسيرات أخرى لاتخدم رغبته وتطلعاته في البقاء مجدداً في منصبه لأن المديرين الذين أبعدهم كانت لهم صلاتهم ووضعهم الخاص، مما سبب له إحراجاً واتهاماً بممارسات غير مستحبة (لانريد تسميتها) على عكس ما يدّعيه أو يطلب منه رسمياً..

أيام أخرى مضت وإذا بهذا المسؤول يعيد المديرين أنفسهم إلى أمكنة عملهم، بل ويسند إليهم مهام أعلى مما كانوا يشغلونها قبل تنحيتهم، ويرشحهم من جديد لمناصب أعلى منها، وفوق ذلك، قام بتوجيه بطانته ومن حوله بترويج هذه الترشيحات ونشرها، لإرضاء من يريد إرضاءهم، وأصبح الحديث عن الفساد المزعوم لأولئك المديرين وعدم كفاءتهم شيئاً من الماضي، بعد أن أصبح هؤلاء المديرون (المرشحون للمناصب الأعلى) يشيدون به وبكفاءته ومنجزاته!

الغريب أن أحداً لم يطلب من هذا المسؤول تفسيراً لتصرفاته، لا في المرة الأولى ولا في المرة الثانية حتى الآن على الأقل، وقد يكون عدم الطلب منه ذلك – حسب أحد المغرضين – إرضاء له من قبل أحد المسؤولين عنه الذي يرغب هو أيضاً بالاستمرار مثله في منصبه.. من يدري؟! 

العدد 1107 - 22/5/2024