لماذا يغش رجل امرأة يحبها؟!
كثيرات لا يستطعن سبر أغواره: (الرجل يكتنفه الغموض، يحيّرني، يغشّني أنا – حبيبته!).
أود هنا أن أقدم تحليلاً للإجابة عن هذا التساؤل الشائع، هاجس النساء، الذي عادة لا نجد له تفسيراً عند الرجل، ولو فعل فنحن في كثير من الأحيان: نساء لا تقبلن التفسيرات. القياس البسيط والحس السليم يجلب الإجابة الأقرب لما يجري..
بطبيعة الحال، الرجال يخونون زوجاتهم أو عشيقاتهم لعدة أسباب، إما لأن الحب خمد في قلوبهم، أو لأنهم يشعرون بالملل معهن، أو أنهم ربما غير راضين عن تلك العلاقة. في مثل هذه الحالات، قد تفكُّ المرأة ارتباطها بالشراكة بشكل ما. لكن بصفة عامة، تكون هي أكثر عرضة للغش. إحصائياً الرجال هم من ينزعون للتمثيل أكثر. وتبدأ السيناريوهات التي تربك المرأة وتقودها للجنون أو الانسحاب:
الرجال والنساء مختلفون جذرياً. نعرف هذا رغم محاولات أنصار الحركة النسائية قمع هذه الحقيقة أو نفيها للجميع. وأحد هذه الاختلافات أن الرجال يميلون للتنوع واشتعال اللهفة، في حين تفضل النساء الألفة. وهكذا سيرغب الرجل بعلاقات متنوعة عندما يتعلق الأمر بالرومانسية الجنسية أكثر من النساء، وهذا لا يعني بالضرورة أن جميع الرجال متشابهون في هذا.
كل يوم الروتين ذاته، يخشى الرجل التعبير عن شعوره بالملل. إن كان أكثر تفوقاً أو أقل من امرأته يكون التحفيز البصري خارج علاقته بها مصدر إثارته، إرضاء غروره أو إعادة ثقته بنفسه، فيبحث عن نساء أخريات.
وهنا لا أقول إن (الحب الحقيقي) يزول. إن مفهوم (الحب الحقيقي) أنيق جداً وذاتي. وهناك الحب الأبدي العميق بين الشريكين الذي لا يبلى ويبقيهما معاً بسعادة لا نظير لها. لكن هذا لا يغير من طبيعة الرجل التواق إلى علاقات أحدث تثير في يومياته بعض الاختلاف الخلاق.
والشيء التالي الذي يجب أن نفهمه أنه في حين أن قلب المرأة يميل لحب رجل واحد فقط. فإن قلب الرجل يمكن أن يحتوي أكثر من امرأة في آن واحد!
من الصعب لبعض النساء قبول هذا ولا يصب في قيمهن ومعتقداتهن عن (الحب). ولكن هذه هي الحقيقة. قلب الرجل مختلف، ببساطة يتوقف على اختياره لضيفة واحدة أو أكثر. في قلبه غرف متعددة.
في محاولة لتفسير هذا، ألجأ لعالم الألوان. الوردي، الأزرق، الأحمر، الأسود أو الأخضر. هل منا من لا يستطيع محبة جميع تلك الألوان في وقت واحد؟ بالتأكيد نستطيع! إننا نحب الألوان المختلفة بطرق مختلفة، بأوقات مختلفة، وأجواء مختلفة، وفقاً للمزاج الذي يبرز كل لون! وهنا لا أحاول تشييء المشاعر أو الأشخاص بمقارنتي هذه.
لكن أعتقد أن أي رجل يعيش علاقة مع أكثر من امرأة واحدة، أو يرغب، أو يمتلك أي نوع من المشاعر لهن معاً، لا يجعل منه (كاذباً) أو (مخادعاً). كما أن هذا لا يعني أنه يستغل النساء في (لعبة) ما لا يأبه فيها لمشاعرهن. إنها أحكام خاطئة يصبها المجتمع (وخاصة المجتمع النسوي) الذي يربط الحب بالولاء والإخلاص التام.
تبدأ المشاكل حين يبدأ أولئك الرجال من نوع الـ(كازانوفا) بالكذب، وأن ما يجمعهم بغير الحبيبة صداقة، إنه إخبارها بأنها الوحيدة.
إنه يدرك تماماً أنها لا يمكن أن تتقبل شريكة لها في قلبه، إنه الاتحاد الأحادي في الحب. ما يجبر الرجل على الكذب هو محاولته منع الفوضى وتغطية هاجسه في المغازلة. لا وسيلة أسهل من الكذب حوله. وهذا بطبيعة الحال لا يجعل منه رجلاً غير شريف.
قد يقول البعض إن الرجل الذي يرغب بعدة نساء لا يشعر بالحب لأي منهن، إنها شهوة وحسب. لكن هذا التفسير ذاتي، ذلك أن الخط الفاصل بين الحب والشهوة غير واضح، وغير محدد، ويخضع لرأي شخصي. ليس هناك قانون عالمي للتمييز بين (الحب) و(الشهوة).
وقد يرى آخرون أن رجلاً يجد امرأة يحبها من كل قلبه سيرغب بها أبدًا ولو عاشر ألفاً غيرها.
كل ما أسلفته قد ينطبق على بعض الرجال، ولكنه قد لا يعبر عن الجميع. إذ يمكن للرجل العثور على امرأة مثالية تتألق في قلبه لنهاية حياته، امرأة يجدها جذابة دائماً يعيش معها عجائب وشغف الحب.
بعض الرجال يحصلون على جرعة لذيذة من الأدرينالين حين يغازلون أو يغوون النساء، إنه إدمان حقيقي:
يتوقون للإثارة، والإغواء بما يجعلهم يشعرون أنهم على قيد الحياة. إنها طريقة التشويق والمطاردة، الفتوحات الجديدة التي تغذي الأنا فيهم وشعور التميز. أتذكر بهم أولئك المدمنون على الرياضة المتطرفة، القفز بالمظلات، وتسلق الجبال أو وضع أنفسهم في طريق الخطر. إنه حصاد المتعة العالية.
بالنسبة لبعض الرجال، إن الالتفاف حول المرأة الجميلة تجربة سريالية تضعهم في نشوة مثيرة رائعة جذابة لا يمكن لزوجة مثالية منحها ولن تعطيه اشتعال الشعور.
لستُ أروّج بما أكتبه للدفاع عن الرجل، لكنها الحقيقة. والسبب في أن بعض الرجال يتجنبون تتويج علاقاتهم بالزواج أو بحياة عائلية مشتركة، إنهم يفضلون تلك العلاقة التي تتيح لهم فرصة أفضل للشغف والإثارة الأكبر.
و أنتهي بالخطر الأكبر على الرجل حين يصبح هذا الهاجس إدماناً. مع الزمن وبغض النظر عن عدد (الفتوحات)، إن حاجته إلى المزيد تمضي به قدماً. الجنس، الحب، وجود امرأة جديدة كل مرة، أصعب بكثير من إدمان المخدرات والكحول أو التدخين، لأن الحالة الأولى لها علاقة بالكيمياء الداخلية، الجسد والعقل والنفس، في حين أن الأخيرة تتعلق بمواد غريبة خارجية.
للأسف، لا يوجد حل مثالي أو تفسير لكل شيء. ماهو صحيح قد يكون خاطئاً والعكس صحيح. قد تصبح الحياة سجناً خانقاً إن حاول الإنسان كبح حرية دواخله، خاصة أن الرغبة أو الغريزة حاضرة في الجميع وراثياً، لكن هذا لا يعني أن الرجل ليس بإمكانه التكيف و(تطويع نزواته). وتعديل ملامح (الدنجوان) في أروقة قلبه التي قد تكلفه كثير الخسارات.