حلم جماعي

 مع بزوغ فجر الأول من أيلول استفقت على صوت قرع الأجراس ودق الطبول والضرب بالعصي على التنك والنحاس، وظننت أن قريتنا في ليبيا تحتفل بعيد الفاتح من أيلول، ثم قلت ربما أن القمر أصابه الخسوف، وهنا تذكرت جدتي رحمها الله، التي كانت تقول لنا ونحن صغار (إذا خسف القمر يا أبنائي دقوا على التنك والنحاس واقرعوا الأجراس، ليهرب التنين الذي يبتلع القمر).

 نزلت إلى الشارع المجاور، فشاهدت أهل القرية جماعات وفرادى يرقصون ويبكون ويغنون أهزوجة (أهلا وسهلا جتنا المي).. سألت: ما الخبر؟ فأجابتني إحدى النسوة: أما حلمت الليلة حلماً؟ قلت لها: نعم. حلمت أن الماء جاءت إلى القرية. فقالت: ونحن جميعاً حلمنا هذا الحلم، ولذلك قمنا نرقص ونغني ونقرع الأجراس وندق الطبول، لأن الماء جاءنا ولو بالحلم! بالحلم فقط، وكل أهل القرية هكذا، فكيف لو جاء الماء بالحنفية، والله سنسجل اليوم الذي يأتي فيه الماء إلى قريتي حب نمرة العطشى، عيداً عظيماً يساوي في عظمته أحد الأعياد القومية أو الدينية، وهنا يحضرني قول لأحد الشعراء الذي قال عند قيام الجامعة العربية:

كان حلماً أن أرى العرب وحدة                       ولكن من الأحلام ما يتوقع

هذا برسم كل المسؤولين في الشركة العامة للمياه في حمص، والوحدة الاقتصادية في الحواش على وجه الخصوص، راجين تحقيق حلم جماهير حب نمرة المناضلة العطشى.. فما رأيك بهذا الحلم الجماعي يا رعاك الله؟!

العدد 1140 - 22/01/2025