أندريس لوبيز أوبرادور.. …

أندريس لوبيز أوبرادور.. رئيساً للمكسيك
#العدد823 #بقلم_زينب_نبوه #جريدة_النور

يعتبر الرئيس المكسيكي الجديد، المنتخب عن تحالف حركة التجديد الوطنية (مورينا) التي تحمل شعار (معاً نصنع التاريخ)، أول رئيس يساري للمكسيك منذ انتهاء حكم الحزب الواحد عام 2000-2002.
ولد لوبيز أوبرادور في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1953، درس العلوم السياسية والإدارية في الجامعة الوطنية المستقلة أعوام 1972-1976 وهو كاتب يساري معروف.
بدأ مسيرته السياسية في الحزب الثوري الدستوري للمكسيك عام 1983، كما أسس عام 1989 مع مجموعة أخرى من السياسيين الحزب الثوري الديمقراطي الذي ترأسه في الفترة ما بين 1996-1999، وعمل في الحقل السياسي منذ أكثر من ثلاثة عقود متواصلة وكان مرشحاً في الانتخابات الرئاسية في أعوام 2006- 2012 ولم يحالفه النجاح.
كان يدعم بقوة ما يسمى التيار القومي الثوري المكسيكي، ممثلاً بالرئيس السابق لازاريو كارديناس، الذي دعا وناضل من أجل إصلاحات هامة وعميقة في الدولة.
شغل أمبرادور منصب رئيس حكومة المقاطعة الاتحادية الفيدرالية، كما تولى رئاسة بلدية مكسيكو سيتي أعوام 2000- 2006.
ما هو وضع أوبرادور حسب استطلاعات الرأي، بعد انتخابه مؤخراً 2018- 2024 رئيساً للمكسيك.
يشير المحللون السياسيون أن مسيرة أوبرادور خلال توليه منصب عمدة المقاطعة الفيدرالية آنذاك كانت تتسم بتشجيع الكثير من البرامج الاجتماعية، مثل تقديم المساعدات للمسنين وقد تم تعميمها على النطاق الاتحادي، وكذلك الدعم للعاطلين عن العمل، وإعادة بناء البنى التحتية وتأهيلها، وغير ذلك كثير من الخدمات الاجتماعية.
وقد خاض معركته الانتخابية على أساس برنامج محدد، إضافة إلى طروحات وتوجهات مباشرة ضد الفساد وانعدام الأمن وسوء الإدارة الاقتصادية للحزب الثوري الدستوري الحاكم.
ويمكن الإشارة أيضاً إلى البرنامج الذي أصدره أوبرادورو حالياً، وتركيزه على مهاجمة قوى المافيا في المكسيك، في إشارة إلى كل من الحزبين الثوري المؤسساتي والعمل الوطني، اللذين تعاقبا على رئاسة البلاد خلال 89 عاماً.
كما يقترح إلغاء الامتيازات التي تحمي كبار المسؤولين بما فيهم الرئيس، وإبطال إصلاحات الحكومة الحالية، ومراجعة العقود المختلسة مثل تلك التي حصلت في مطار مكسيكو سيتي، والعفو عن المعتقلين السياسيين.
ومن الأهداف التي رسمها أوبرادورو في برنامجه أن مكافحة الفساد وفي ظاهرة منتشرة بشكلٍ واسع في المكسيك، ومكافحة الفقر الذي تتجاوز نسبته 60%، ويرى أن هذه أهداف جديرة بالاهتمام. وفيما يتعلق بالديمقراطية أشار إلى أن ما أرهق الناس في المكسيك هو الأسلوب الشاذ في ممارسة السياسة، والهوة الهائلة بين القول والفعل، وبين ما يسمى عادة بالديمقراطية، والتفرد بالقرار السياسي، ديمقراطية كتبها القائمون عليها من الحكومات المتعاقبة والتي أرفقت التنمية بالإقصاء الاجتماعي ودينامية منحرفهةتؤكد على التمييز والتهميش، هذه الدينامية الإقصائية أدت إلى فرض نماذج من الليبرالية الجديدة، وبالتالي إلى تدمير النسيج الاجتماعي، فكانت في الوقت نفسه عامل تفكّك وتحلّل للنخب الحاكمة.
وفيما يتعلق بالسياسة الدولية طالب بتغييرها بشكل كبير، وأن تكون أكثر عدالة واستقراراً وإنسانية. وأضاف: سنتوجه نحو كل ما يخدم وحدة بلدان أمريكا اللاتينية، وحتى تخرج المكسيك من حلف (مجموعة ليما) المشؤوم، كما أن توجهات هذه القارة سوف تتغير وتضع حداً للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى خاصة فنزويلا. وإن الأضرار التي تسببت بها اتفاقات وسياسات القوى اليمينية حملت البؤس والفساد والمخدرات، وتسليم الثروات الطبيعية لقوى الخارج.
ويقول: إن سياسة الخضوع لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية، والفقر المدقع، والعنف على نطاق واسع، أدت إلى صعوبات كبيرة واجهها الشعب المكسيكي.
وفيما يتعلق بامتيازات أصحاب المناصب الحكومية عدم تخصيص سيارات إضافية وسائقين ومبالغ إضافية باهظة وضمان صحي خاص وبحث مسألة الرواتب الضخمة.
وإنه سيسعى لإنماء واردات بلاده الضخمة من الوقود التي تأتي كلها من أمريكا، وتعزيز تكرير النفط وإعطاء أولوية لزيادة إنتاجها محلياً الذي تراجع كثيراً، والتوقف عن شراء البنزين.
وتؤكد بعض الأوساط المكسيكية أنه سيعمل على غرار لولا في البرازيل الذي أقام تحالفاً بين حزب العمال اليساري والحزب الديمقراطي المسيحي، فإن لوبي أوبرادوس الآتي من حزب الثورة الديمقراطية، وهي قوة ديمقراطية اجتماعية أسس لتحالف انتخابي واسع يشمل بعض أوساط من الحزب الثوري التأسيسي ومن حزب العمل الوطني وهذا ليس بالقليل.
وتضيف بعض الأوساط السياسية المكسيكية إن أوبرادور سيعمل من أجل إنجاز ذلك إذا تمكن، ونرجو ذلك إلا أن هناك صعوبات جدية ستواجه هذه التطلعات، ولا يمكننا أن نعتقد أن يصبح أوبرادور سلفادور أليندي آخر.
ومع ذلك فإن فوزه أمر مهم، خاصة إذا ما أخدنا بالاعتبار أن اقتصاد المكسيك هو ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، وهكذا فإن الفوز الانتخابي للولا في البرازيل، في حال تحققه، بإمكانه أن يغير بعمق السياق السياسي وتشكيل موازين قوى جديدة في أمريكا اللاتينية.

العدد 1104 - 24/4/2024