بيان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي حول تصاعد العدوان الصهيوني على فلسطين، لبنان والمنطقة

في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الأمريكية استعادة موقعها الاقتصادي والسياسي عالمياً بعد تهديده من القطب المعادي لهيمنتها، وفي الوقت الذي يمارس الاحتلال سياساته في تنفيذ مشروعها في منطقتنا عبر التوسع واتفاقيات التطبيع لإقامة (الشرق الأوسط الجديد) الذي يكون صلة الوصل بين شرق آسيا وأوربا لتصدير بضائع الشركات العالمية، كان لا بدّ من مواجهة هذه المشاريع الإمبريالية التي تقوم على دمنا، فكانت صبيحة ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ حين أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخها من غزة إلى الأراضي المحتلة ضاربةً مصالح الاحتلال فيها.

أتت ٧ أكتوبر لتحيي قضايانا من جديد، لتعيد بناء موازين القوى في المنطقة بما يحمي شعوبها لا المصالح الإمبريالية، لتدفع بالعالم كله ليحكي عنّا، لتجبر الأنظمة على اتخاذ مواقف تهدد مصالح الاحتلال عندها، لتسقط تطبيع الأنظمة الخائنة لشعوبها التي اتخذت موقعها الطبيعي دعماً، ولتتسبب بتراجع هائل في اقتصاد الكيان المحتل.

هذا التهديد واجهه الاحتلال في فلسطين بأكثر الجرائم وحشيّة.

واجهه بالإبادات الجماعية والحصار على غزة وتجويع الناس والسعي لتهجيرهم.

استغل الاحتلال موقف المقاومة ليستكمل مشاريعه التوسعية، وها هو اليوم في فلسطين يسعى لتهجير الغزيين إلى مصر والسيطرة على محور فيلاديلفيا ويسعى لتهجير أهل الضفة للأردن وتوسيع هيمنته عليها ضارباً بعرض الحائط كل مبادرات التفاوض.

ولأنّ الاحتلال عدو جميع شعوب المنطقة، ولأنّ مشاريع الامبريالية ليست ضمن الحدود الفلسطينية وحدها، كانت المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية إلى جانب هذه الشعوب تواجه الاحتلال، وكانت أبرزها جبهة إسناد المقاومة اللبنانية من الشمال التي سعت لمنع توسّع الاحتلال وطرد مستوطنيه من شمالي فلسطين.

اليوم، يصعد الاحتلال عدوانه على لبنان لضرب مقاومته، وعلى امتداد أسبوعين هجّر الاحتلال اللبنانيين من مناطقهم، قتل أكثر من ألف شهيد وتسبب بجرح الآلاف وتهجيرهم، مارس الاغتيالات بحق قادة المقاومة اللبنانية وقادة المقاومة الفلسطينية الموجودين في لبنان، فرض حصاراً عسكرياً على طائرات الشحن القادمة من سورية وإيران ونفذ غارة قريبة من المطار الدولي.

تخوض المقاومة الفلسطينية واللبنانية اليوم معركةً في وجه الاحتلال لها أن تغير معالم المنطقة، ويصمد الشعبان الفلسطيني واللبناني دعماً لهما، وتعاونهما المقاومة في اليمن والعراق في مواجهة المشروع الإمبريالي الذي ينفذه الاحتلال على أراضينا وفوق أشلائنا وأنقاض منازلنا.

لسنا أبناء الحروب ولا نهوى الموت ورائحة الدم ولا أصوات الرصاص والصواريخ، لكننا على الموقع النقيض لمشروع لا يقوم إلّا عبر نهب ثرواتنا واستغلال قوة عملنا وتدمير بيوتنا وإبادتنا، مشروع يضعنا تحت هيمنة أكثر الأنظمة إجراماً وتوحشاً لأجل الثروة، لذلك فإنّ موقعنا شديد الوضوح.

إننا أبناء المقاومة، نهلل لكل صاروخ تطلقه، لكل عملية فدائية تنفذها، لكلّ قاعدة عسكرية أو مركز اقتصادي صهيوني تدمره، نناضل ونقاوم ونقف إلى جانب شعوبنا لنصمد، ونستمر حتى إسقاط المشروع الإمبريالي وإقامة دول العدالة التي نستحق فوق أنقاضه.

العدد 1140 - 22/01/2025