تخليداً لروزا وكارل.. الآلاف يتظاهرون ضد الحرب والرأسمالية في برلين

 على الرغم من الصقيع، لم يكن هناك أثر للبرودة في يوم الأحد 10 كانون الثاني عندما أحيا أكثر من عشرة آلاف شخص في العاصمة الألمانية برلين ذكرى روزا كوكسمبورغ وكارل ليبكنيخت، المؤسسين الشهيدين للحزب الشيوعي الألماني. سارت التظاهرة الضخمة، على الرغم من درجة الحرارة القريبة من التجمد، في الصباح لمدة ساعة ونصف تقريباً عبر برلين، وانتهت عند نصب تذكاري للاشتراكيين في المقبرة المركزية، حيث جرى تكريم لوكسمبورغ وليبكنيخت إلى جانب آخرين.

وحسب التقاليد نُثر القرنفل الأحمر في ذكراهما، وشارك أيضاً في إحياء الذكرى سياسيو حزب اليسار، وقد وضع أعضاء قيادة الحزب وكتلته البرلمانية، ومن ضمنهم رئيسا الحزب ورئيسا الكتلة في الصباح، إكليلاً من الورد على القبر. وفقاً لمنظمي تظاهرة لوكسمبورغ ليبكنيخت، شارك فيها أكثر من 14 ألف شخص، وقال أحد المنظمين إن عدد المشاركين في هذا العام كان أكبر من عددهم في العام الماضي. ساد التظاهرة جو حماسي، وكان الكثير من المتظاهرين الشباب قد شاركوا في مهرجانات سياسية في الليلة السابقة تجري تقليدياً في هذا التاريخ في برلين. ويسجل مؤتمر لوكسمبورغ يوم السبت ومسيرة اليوم التالي تكريماً للشهيدين بداية الأنشطة السياسية لهذا العام بالنسبة للعديد من الجماعات والأحزاب اليسارية.

انقسمت المسيرة إلى كتل خلف اللافتة الرئيسية: (لوكسمبورغ وليبكنيخت ولينين: لا ننسى أحداً.. انهض وقام)! كانت هناك رايات منظمات شتى، من ضمنها حزب اليسار وشبيبة حزب العمال الاشتراكي. أعقبت ذلك مجموعة كبيرة من الحزب الماركسي اللينيني الألماني والكتلة المناهضة للفاشية، وبعد ذلك الأمميون والحزب الشيوعي الألماني. ذكّرت الدعوة إلى التظاهر بالموقف المعادي للنزعة العسكرية لدى لوكسمبورغ وليبكنيخت.. جاء في الدعوة: (بعزيمتهما، مع وضوحهما وطاقتهما، نتظاهر سلمياً ضد الحروب والاستغلال، من أجل الأممية والإنسانية).

انتُقدت بشكل خاص مشاركة الجنود الألمان في الحرب في سورية التي تستهلها الحكومة الاتحادية، ونشر الطائرات المقاتلة تورنادو. تقول اللافتات: (التضامن الأممي لمحاربة الإمبريالية الألمانية)، و(لا دور لوزارة الدفاع في سورية). أتى الناس طوال اليوم إلى النصب التذكاري للوكسمبورغ وليبكنيخت، وعلى الرغم من المطر المتجمد كُرّم الثوريان بعد الظهر من قبل جماعات من الزوار حتى بعد انتهاء التظاهرة.

أسست وزرا لوكسمبورغ وكارل ليبكنيخت في نهاية عام 1918 وبداية 1919 الحزب الشيوعي الألماني، وبعد وقت قصير شارك الاثنان في الانتفاضة السبارتاكية، المحاولة الثورية التي قُمعت دموياً.. واعتقلت لوكسمبورغ وليبكنيخت وقُتلا بأمر من الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة نوسكه في 15 كانون الثاني 1919.

العدد 1140 - 22/01/2025