سطل من ثلج… وسطل من ركام
ما بين غزة ومرض التصلّب اللوحي كان ذلك التضامن العالمي بسطل من الثلج على رأس المشاركين في الحملة، كي يشعر الإنسان بلحظة واحدة فقط بما يشعر به مرضى التصلب اللوحي طيلة مرضهم، وبسطل من الركام على رأس المشاركين في الحملة كي يشعر الإنسان بما يعانيه أهل غزّة بسبب التفجيرات التي جعلت من أكثر المناطق في غزّة ركاماً!!
هي طريقة مميزة من الاحتجاج والتضامن استطاعت أن تحرّك الرأي العام تجاه مرضى التصلّب اللويحي للقيام بتبرعات لإجراء أبحاث تساعد على العثور على علاج للمرضى، بالرغم من الاحتجاج على هدر المياه وعلى اجراء الأبحاث على الأجنة من قبل بعض نشطاء حقوق الإنسان في العالم، أما بالنسبة لغزّة فقد استفاد الفنان الفلسطيني (محمد عساف) من فكرة سطل الثلج ليخرج بسطل الركام الذي أثار ضجّة في مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وأثار الرأي العام من أجل غزّة، وخاصة عندما احتجّ بهذه الطريقة المئات من المشاركين والمشاركات أمام شاشات التلفزيون وفي صفحات اليوتيوب، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على المقدرة الدائمة لإيجاد طرق ووسائل جديدة سلمية تصل ببساطة وسهولة إلى العالم نتيجة تنوع وسائل الاتصالات وشبكات التواصل بعيداً عن صخب السياسة والعنف والطرق المعقّدة التي تحتاج إلى موافقات وتصريحات وتراخيص..
هذا هو الجيل الجديد الذي سيستطيع أن يبتكر دوماً طرقاً ووسائلاً تساهم في إيصال الصوت بأكثر الأساليب سلمية وأقلّها كلفة وتعقيداً، وهو نفسه سيرفض العنف من خلال الفن والعلم، لكن ما يحتاجه هو أن تمتد إليهم اليد السخية والمهتمة لتزويدهم بأدوات ووسائل متعددة وفتح المجال أمامهم للوصول إلى ما يريدونه ويحتاجونه لصقل علمهم وموهبتهم، فهل تتبنى الحكومات في بلدان العالم الثالث وفي سورية تحديداً سياسة خاصة بالشباب تعويضاً عن وزارة الشباب التي كان الأمل كبيراً باستحداثها؟؟