خطر سوء التغذية على الأطفال السوريين
نُشِر تقييم غذائي مشترك بقيادة اليونيسف حول وضع اللاجئين السوريين في لبنان، يكشف مدى خطورة حالات سوء التغذية التي أصبحت تشكل تهديدًا صامتاً.
وقد تم إجراء الاستقصاء الغذائي بقيادة اليونيسف في شهري تشرين الأول والثاني من العام 2013 بالشراكة مع وزارة الصحة العامة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي والجمعية الأرثوذكسية المسيحية العالمية.
وفي هذا الإطار، قالت ممثلة اليونيسف أناماريا لوريني: (إن اليونيسف قلقة اليوم بشأن تدهور الوضع الغذائي للاجئين السوريين في لبنان. فسوء التغذية بات يشكل تهديدًا جديدًا وصامتًا لدى اللاجئين، وهو ناجم عن تدني مستوى النظافة الشخصية، وعدم توفر مياه الشرب الجيدة، وانتشار الأمراض وغياب التحصين، وممارسات التغذية غير السليمة للأطفال الصغار). ولا بد من الإِشارة إلى أن انتشار حالات سوء التغذية الحاد والشديد في البقاع وشمال لبنان تضاعف تقريبًا في العام 2013 بالمقارنة مع العام 2012.
يواجه نحو 2000 طفل من اللاجئين السوريين دون الخامسة من العمر في كل أنحاء البلد خطر الموت، وهم بحاجة ماسة إلى معالجة طارئة للبقاء. ويستقر أكثر من نصف هؤلاء الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد والشديد في منطقة البقاع في شرق لبنان، حيث تقوم معظم المخيمات المرتجلة، وحيث يصعب الحصول على مياه جيدة والاهتمام بالنظافة الشخصية والتمتع بمرافق صحية مناسبة.
وقد يسوء الوضع الغذائي لدى اللاجئين في لبنان بسرعةٍ كبيرة بسبب عوامل مختلفة، مثل ارتفاع أسعار الغذاء، وغياب الأمن الغذائي، وازدياد عدد اللاجئين السوريين مع وصول الوفود الجديدة التي قد تكون في وضع أسوأ.
أما مسؤول اليونيسف لشؤون الصحة والتغذية في لبنان، زروال عز الدين، فعلّق قائلاً: (إن أكثر الأطفال عرضة لسوء التغذية هم الأطفال دون الخامسة من العمر، الذين يعيشون في أوضاعٍ صعبة في مستوطنات الخيم. واليونيسف تعمل جاهدةً مع وزارة الصحة العامة وغيرها من الأطراف الفاعلة لاتخاذ الإجراءات الطارئة. إنما لا بد من بذل المزيد من الجهود لإدارة سوء التغذية الحاد، لا سيما في البقاع وشمال لبنان).
وتشدد التوصيات الواردة في التقرير على أهمية الجهود المتضامنة مع وزارة الصحة العامة وغيرها من الشركاء بغية تعزيز الإمكانات وحشد العاملين في المجال الصحي، إضافة إلى رصد الوضع وتحديد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتوفير العلاج اللازم، وتجنب تعرض المزيد من الأطفال والنساء لسوء التغذية. وهذا يتطلب تأمين فحصٍ للأطفال والنساء، ومعالجة سوء التغذية من خلال وضع برامج تغذية علاجية وتكميلية، وزيادة نشر الوعي حول ممارسات التغذية المناسبة للأطفال والرضع، وتجنب الإصابة بحالات النقص في المغذيات الدقيقة.
وركّز تقييم العام 2013 على الوضع الغذائي للاجئين السوريين الأطفال دون الخامسة من العمر، بالإضافة إلى النساء بين سن 15 و49 عامًا في كل أنحاء لبنان. ويتطرّق التقرير أيضاً إلى حالات انتشار فقر الدم وممارسات تغذية الأطفال والرضع ومرض الأطفال بسبب الإسهال والسعال والحمى، كما يعالج أهمية الحصول على خدمات صحية جيدة ونوعية أفضل من المياه والمرافق الصحية ومرافق النظافة الشخصية.
تعمل اليونيسف على تعزيز حقوق الطفل ورفاهه في كل مشاريعها. ونحن ناشطون في 190 بلداً حيث نسعى نحن وشركاؤنا على ترجمة التزامنا بأفعالٍ عملية، ونركّز جهودنا للوصول إلى أكثر الأطفال ضعفًا واستبعاداً ولخدمة ما يصب في مصلحتهم في كل أنحاء العالم.