صرخات…

في حملة مناهضة العنف ضد المرأة التي استمرت لمدة شهر، كان لصفحة (نساء وشباب) هذه دور في مواكبة الحدث، بالحديث عن حقوق المرأة المنتهكة والقوانين التي يجب تعديلها وتسليط الضوء على واقع المرأة في سورية والمرأة السورية في كل مكان، وخاطبنا جهات عديدة مسؤولة عن كل ما يحدث كونها ملتزمة أمام اتفاقيات دولية وهي جهات حكومية ومنظمات عالمية، وخلال فترة الحملة كان الاحتفال بيوم الطفل العالمي، وهنا قدّمنا صوراً عن الانتهاكات الواقعة على الطفل وضمنهم المرأة الطفلة والطفل المعاق واللاجئ والنازح، وهنا نخصّ الطفل النازح بإيصال صرخته إلى وزارة التربية والتعليم لتتواصل مع المدارس وتراقب كيفية التعامل مع هذا الطفل الذي خرج من محنةٍ لم يستطع تحملّها الكبار، فهم يعيشون ضمن ظروف صعبة قاهرة، ومنهم من يقطن في مراكز الإيواء ومنهم من شهد مشاهد مؤلمة وفقد أحداً من أسرته، وهنا كان على (التربية) أن تهيئ كادراً تدريبياً خاصاً لهؤلاء الأطفال متخصصاً بالتعامل مع الأطفال المعرضين للصدمات، فقد باتوا يعانون صعوبات في التعلم، والشرود واللامبالاة، لكن للأسف كان الاعتناء بهم أضعف ما يمكن، فلم تكن المدارس سوى مكان يأتون إليه ليترفعوا مرحلة دراسية جديدة لا أكثر، إضافة إلى المعاملة الدونية من المعلمين -ات، إذ ينظرون إليهم بطريقة كأنهم يحملون ذنباً.  ذلك الكم الهائل من التلاميذ الذي تعاني منه المدارس بشكل عام لأسباب الكل يدركها، منها تحول بعض المدارس إلى مراكز إيواء وتجمع عدد كبير من الناس في مناطق معينة، هذا كلّه يدفعنا لنطلق صرخة لأجله، فله الحق مضاعفاً، فحق الطفل النازح في عناية خاصة تؤكدها اتفاقية حقوق الطفل وحقوق الإنسان وعلى الدول الاهتمام بها، وهنا نشير إلى أن النازح هو من انتقل من منطقة إلى  أخرى ضمن دولته، لكن اللاجئ هو من انتقل إلى دولة أخرى وكلّ ذلك نتيجة الحروب أو النزاعات، وهنا أولت الاتفاقيات اهتماماً خاصّاً بهم، نأمل من وزارة التربية والتعليم وباقي الوزرات المعنية أن تؤدي واجباتها تجاهه لا أن تحجّمها فتكتفي بشامبو سنان!!

أما الصرخة الأخرى فقد أطلقتها راهبات المحبة ضمن اجتماعهن الدوري في فرنسا مع مجموعة من الراهبات من عدد من دول العالم وصل عددهن إلى 82 راهبة ضمنهن رهبنة الراعي الصالح ومندوبة راهبات الراعي من سورية، وهي الشجب والرفض لكل أشكال العنف ضد النساء والأطفال، وخاصة التي ترتكبها داعش ضد النساء المسيحيات واليزيديات في المشاهد المؤلمة لبيعهن وسبيهن بأسعار تختلف من فتاة إلى أخرى كأنهن بضاعة، وهذه صرخة أطلقتها الراهبات للعالم كلّه ليتضامن ويقف بوجه هذه الوحشية لأجل الانسان..

وصرخات عديدة تطلق كل يوم من الناس المتألمين نتيجة الحرب والاقتتال الدائر في سورية لتزايد احتياجاتهم، الإيجارات، الخضار والفواكه، اللحوم، مصاريف الطرقات ونقص الموارد، الماء، الكهرباء  وعيشهم في ظروف غير إنسانية وخطيرة..لعلّها تصل إلى المعنيين ليجدوا حلاً جذرياً لا يقف عند التنديد والشجب والوعود..

العدد 1140 - 22/01/2025