وكان 2014
كان بداية لسنة جديدة بالنسبة لي..كانت بداية هذه السنة بداية لحياة جديدة..لوهم كبير..لأحلام فوق الغيم.. هذا اليوم لا ينسى.. سهرة للصبح.. تركت الدنيا.. الألعاب النارية.. والضحك مع أهلي..كله تركته وسهرت مع أول العمر الجديد.. سهرت.. حلمت.. فكرت.. فرحت.. وطار عقلي، كل يوم كان يمر بعد هذا اليوم كنت أشعر بنفسي أني أخلق من جديد..كل يوم كان عندي عيد..كبرت أنا وأحلامي بالبيت نفسه الذي بينته يوم رأس السنة.. على الوهم نفسه.. عشت بهذه السنة أيام ولا أجمل، أيام من العمر.. (يمكن كل أيامي وفرحي كانو كذبة بس كانو حلوين)..كنت أعرف أنه سراب كله وقد لا يتحقق، لكن كان طعمه لذيذاً لدرجة أني نسيت الماضي والمستقبل.. وعشت بكذبة الحاضر…..
كله كبر مع الأيام.. حتى الكره والملل خلقوا لكن لم أشعر بهم.. حتى الإهمال والتطنيش لم أعِ كيف دخلوا هذا البيت الذي كبرت فيه.. لكن مع كل هذا لم أكن أهتم لوجودهم، وكنت أخفيهم بقبو هذا البيت وأحبسهم.. وفعلاً.. حبسناهم بقبو البيت وقفلنا عليهم.. ورجعنا نكبر مع أيام هذه السنة.. مع الاهتمام.. والخوف.. والحنية.. صارو شباباً.. صارو (بيجننو..) ولأنو صارو شباب.. صار لهم حياتم الخاصة.. وأسرارهم.. وبدأوا يبحثون عن حياة بمفردهم.. وبهذا الوقت هذا الكره والملل والاهمال والتطنيش كانو يستمرون بالتوحش و.. (صح انحسبو وانقفل عليهم).. لكنهم لم يموتوا.. الظلمة والبرد والقسوة.. جعلتهم يكبرون.. وويصبحون مثل الوحوش.. وحوش لا تفكر إلا بالانتقام.. مع أيام هذه السنة بدأت تتلاشى مشاعر الخوف والاهتمام والحنان.. بدأت تتلاشى وتختفي واحدة تلو الأخرى، لم يبق في هذا البيت إلا أحلامي وأنا.. حاولنا أن نعيد ترميم هذا البيت.. لكن للأسف.. الوحش الذي كان بقبو هذا البيت سبقنا..كان متل البرق.. أسرع منا.. بلمح البصر.. البيت انهدم.. وأحلامي ماتت تحت الأنقاض وأنا أبحث عنها.. تألمت.. حاولت أن أعرف لماذا هدم البيت!
لماذا أذاني ذلك الوحش.. أذاني أنا..مع أننا كنا بعيدين عن بعض ربما لأني كنت أخاف وكان الخوف يحميني؟ حاولت أن أعرف..كيف سمح لنفسه ولقلبه أن يقتل أحلامي ويسرقها مني!!
ربما كانت الحنية هي التي كانت ترعى هذه الأحلام..لكن بعدما ذهبت..تركت أحلامي لوحدها. تركتها للقسوة والوجع.. اقتربت من بقايا البيت لأعرف لماذا أخرجت منه، لمست الكره والملل والتطنيش.. خفت كثيراً.. غضبت أكتر.. ليس من المعقول أن أحلى بيت بنيته بحياتي.. هدم..
وبعد ما اختفى ومات كل شي.. بقيت أعيش على رصيف الذاكرة مع ورق الخريف..كنت مثل أي ورقة شجر تخلت أمها عنها.. وبدلتها بالجديد.. (ومرات.. أنا وقاعدة ع هالرصيف.. بطلع لبعيد.. بطلع ع بيت كان فوق الغيوم..).
وهكذا مرت الأيام حتى انتهت هذه السنة.. سنة ستغلق.. وسوف أبدأ سنة جديدة بأحلام جديدة.. لكن هذه المرّة لن أكبر مع أحلامي ببيت فوق الغيم.. بل سوف أبني بيتي بنفسي على الأرض.. سوف أبني بقوتي.. وعلمي.. لن أرضى بعد اليوم أن أكبر ببيوت بناها غيري بل سأبني قصري بيدي.. وسيكبر العالم فيه.. سنة جديدة..مرحلة أحلى.. ومستقبل ناطرني..