وداع شعبي وحزبي للرفيق عادل داود
في صبيحة يوم الجمعة الواقع في 1/3/2013 توقف عن الخفقان قلب المناضل الوطني والقائد الشيوعي عادل إبراهيم داود (أبي بشار)، عضو هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري (الموحد)، عضو اللجنة المنطقية في محافظة طرطوس.
بفقده خسر الحزب الشيوعي السوري (الموحد)، وخسرت منظمة الحزب في طرطوس، رفيقاً متفانياً باسلاً متواضعاً أسهم في بناء المنظمة وقيادتها في ظروف قاسية، كما أسهم في توطيد سمعتها وهيبتها في أوساط جماهير المحافظة.
وفي صباح اليوم التالي تجمَّع أمام منزل الفقيد في قرية بدادة حشد كبير من رفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه، يتقدمهم وفد من المكتب السياسي الرفاق: عبد الرزاق الدرجي- عيسى خوري- محمود عفيف، والرفيق محمد حسن، أمين اللجنة المنطقية بطرطوس، وأعضاء اللجنة المنطقية، ورفاق من اللجان الفرعية في المحافظة، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية ولجنة المراقبة الحزبية، ووفد من منظمة الحزب في محافظة اللاذقية.
وشارك في التشييع وفود من القوى والأحزاب السياسية والفعاليات النقابية والشعبية في المحافظة، وتقدمت الجنازة أكاليل ورد باسم الأمين العام للحزب الرفيق حنين نمر، ورئيس اللجنة المركزية الرفيق رضوان مرتيني، واللجنة المركزية واللجنة المنطقية واللجنة الفرعية في منطقة بدادة، ومنظمات الحزب في المحافظة، وقوى وأحزاب سياسية عدة، ومن أصدقاء الفقيد ومحبيه.
كما تلقت عائلة الفقيد واللجنة المنطقية بطرطوس، برقيات تعزية من الرفيق رضوان مرتيني رئيس اللجنة المركزية، ومن اللجنة المنطقية بحلب، ومن منظمات وفعاليات وأصدقاء.
صلّي على جثمان الفقيد في كنيسة القرية، وأبّنه كاهن الكنيسة، كما أبّنه الرفيق محمود عفيف باسم اللجنة المركزية والمكتب السياسي، مقدماً تعازي قيادة الحزب وأمينه العام إلى أهله وذويه ورفاقه ومحبيه.
ومما جاء في كلمة التأبين:
نلتقي اليوم لنودع رفيقنا الغالي، القائد الشيوعي البارز، الرفيق عادل داود (أبا بشار)، عضو هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري (الموحد)، عضو اللجنة المنطقية في محافظة طرطوس، الذي كانت حياته كلها عطاء ونضالاً من أجل الشعب ومن أجل الوحدة الوطنية وتعميقها، ومن أجل الوطن وازدهاره وسعادة أبنائه.
أيها الرفيق العزيز!
تشهد لك بيادر قريتك – بدادة- وساحات ومدارس صافيتا وقرى ومدن محافظة طرطوس ومناطق عدة في أنحاء البلاد، بأنك المناضل العنيد ضد الإقطاع والرجعية وكل أشكال الاضطهاد والاستغلال، مبشراً بقيم الاشتراكية والشيوعية والعدالة الاجتماعية، مدافعاً صلباً في سبيل سيادة الوطن وعزته ووحدته، ثورياً يقظاً ضد كل أشكال التآمر الإمبريالي الصهيوني والفكر الظلامي الرجعي. كما تشهد لك كل المنابر والمؤسسات التي عملت بها، ومثّلت الحزب فيها على أكمل وجه، بأنك كنت دوماً منحازاً إلى جانب مصالح الوطن وجماهير الكادحين.
إن الخطب بك فادح، وإن الحزن عليك عميق، وإن فقدانك في هذا الزمن الصعب لمن أثقل المحن وأقساها.
لقد انتقلت إلى مثواك أيها الرفيق الحبيب، وسقطت عن صهوة جواد النضال، ولكنك لم تمت فينا مناضلاً رفيقاً وقائداً، ولن تغيب عنا سيماؤك الطيبة ومآثرك الرائعة.
ستبقى معلماً لنا ومزكياً فينا حب الوطن والشعب.. فالشيوعيون في محافظة طرطوس وأصدقاؤهم وحلفاؤهم يحفظون لك كل الود والحب والمثال.
عهداً لك أيها الرفيق الراحل أننا سنعمل من أجل إحلال الأمان والطمأنينة في أنحاء سورية التي أحببت، ووقف نزيف الدم بدلاً من العنف والعنف المضاد، ووضع حد لنشاط المجموعات المسلحة، وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. سننشر روح الحوار وصولاً إلى الحل السياسي وتوطيد الوحدة الوطنية للدفاع عن البلاد وضد كل تدخل خارجي.. سنبقى مدافعين أشداء عن مصالح الوطن والكادحين من أجل بنا سورية التي حلمت وأحببت.
الراحل.. في سطور
ولد الرفيق عادل لدى عائلة شيوعية كادحة في قرية بدادة – منطقة صافيتا عام 1933. تلقى علومه في مدارس صافيتا، ثم التحق بدار المعلمين الأولى في حلب، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة دمشق، وحاز على إجازة في اللغة العربية.
مارس مهنة التدريس في ثانوية صافيتا الرسمية، وفي عام 1975 نُقل تعسفياً إلى مديرية الأشغال العامة في طرطوس بفعل قرار سياسي لمدة عامين، بعد ذلك عاد لممارسة مهنة التدريس في ثانوية صافيتا.
انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وعمل في اللجنة المنطقية بطرطوس منذ مطلع السبعينيات، وانتخب عضواً في لجنة المراقبة الحزبية لأكثر من دورة.. وفي المؤتمر الحادي عشر للحزب انتخب عضواً في اللجنة المركزية وعضواً في رئاسة اللجنة المركزية.
أُرسل أكثر من مرة إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة الحزبية.
مثّل الحزب لأكثر من دورة في مجلس محافظة طرطوس، ومن ثم عضو في المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، كما مثّل الحزب في الشعبة الجبهوية لمدينة صافيتا.
متزوج من الرفيقة ليلى زلفة، وله ولد وثلاث بنات.
عُرف بالانضباط الحزبي والدقة في تنفيذ المهام الحزبية، وتابع عمله الحزبي بهمة ونشاط حتى آخر لحظة من حياته.