الأمومة
الأمومة معنى مقدس فيه النكران للذات والتنازل عن الكيان، فالأم مبدعة للحياة:
فبالآلام تحمل.
وبالآلام تلد.
وبالآلام تُرضِع وتربي.
وبالابتسامة تتحمل عذاب الأبناء والبنين.
وبمناسبة عيد الأم الواقع بتاريخ 21/3/2013 أتوجه إلى أمنا الكبرى سورية قائلة:
سورية يا حبيبتي.. أعدتِ لي هويتي.. أعدتِ لي حريتي.
لن أنساكِ يا سورية على طول الأيام: دمشقية كنت أم حلبية أم حمصية، ساحلية أم جبلية.
كم مرت عليك عصور وكنتِ الأم البطلة.
كم قهرت من غاصب أو محتل وبقيتِ البطلة.
لا تفرقين بين المعتقدات، فكرية كانت أم دينية أم عرقية.
بكِ تغنى الشعراء، وعنك كتب الكتاب والمؤرخون، ومن تراثك الفكري والأدبي تعلمت الشعوب الأخرى، وكنت المعلمة الكبرى.
بهوائك نستنشق الحرية، فأنت تضمين في أحشائك كل الحنان والعطف على جميع من راودك، قائلة لهم جميعاً: تعالوا إليّ يا جميع المتعبين، وأنا أريحكم. كم فلسطينياً ولبنانياً وعراقياً ضممتهم إليك بكل ترحاب، وحميتهم جميعاً بجناحيك! والآن كم من غادر يغدر بك: العرب بجامعتهم التي كنتِ أول من ساهم بإنشائها، تنكروا لكِ، وطعنوك بالمفرقعات والقذائف المشتراة من الغرب! فكم يتّموا من أطفالك وشردوا من نسائك، ولكنك لم تقولي مرة أنا الأم الحزينة.. ومن يعزيها؟ بل كنت ولا تزالين تلملمين الجروح وتحثين أبناءك على ضم الصفوف، والتصدي لكل من أراد بك غدراً. وها هم أولاء يقولون لك: هوّني عليكِ أيتها الأم الفسيفسائية والوردة الشامية والطاقات الأحفورية والحيوية: إن صدورنا بالمرصاد لكل قنابلهم ومفرقعاتهم. وقريباً سنعيد لك البسمة، لأنك الأم التي علمتنا معنى الحرية والعيش بسلام ورغد. وأخيراً نقول لكِ: عشت يا سورية قاهرة الأعداء على مدى الأيام والزمان!