طلاب الماجستير ورسالة الدكتوراه في جامعة دمشق
بعد أربع سنوات أو خمس من الدراسة الجامعية، كل حسب فرعه، يأمل بعض الطلاب أن يتابعوا تحصيلهم العلمي والحصول على شهادة الماجستير ثم الدكتواره، لكن في جامعة دمشق يعاني الراغبون في الحصول على شهادة الدكتوراه الأمرَّيْن، بسبب شروط التسجيل التي أصدرتها جامعة دمشق ومنها:
– تضييق نطاق قبول التسجيل إلى مرتين في العام الدراسي يعلن عنها كل قسم في الجامعة حسب اختصاصه.
– يقوم دكاترة القسم بتحديد موضوع الدكتوراه، ما يحرم الطالب حق الاختيار والإبداع.
– نشر رسالة الماجستير في مجلة محلية وعالمية واجتياز فحص اللغة الأجنبية.
– وبعد تحقيقه لكل هذه الشروط وما تكبده من عناء ومال، توضع مفاضلة لاختيار طالبين أو ثلاثة في العام الدراسي الواحد على الأكثر، مما يقضي على أحلام وإمكانات الكثيرين.
وبخصوص ذلك التقينا عدداً من طلاب الماجستير.
يقول عامر (كلية الآداب): من القرارات التي صدرت مفاضلة للتسجيل، وشهادة (التوفل)، إضافة إلى نشر خمس مقالات، بعضها في مجلات عالمية محكّمة. ونحن نعاني نشر المقالات محلياً فكيف عالمياً؟ إضافة إلى أن النشر في مجلة عالمية مكلف كثيراً.
وتقول نورا (كلية الآداب): إن تلك القرارات تشكل عبئاً كبيراً علينا، لماذا لا يكون الوقت مكرساً للبحث العلمي المقرر العمل به في الدكتواره والاطلاع على أهم كتب البحث والمراجع العلمية؟ هل يُعقَل ألا يستطيع خريج جامعة دمشق التسجيل في الدكتوراه على عكس طلاب جامعاتنا الأخرى وكأننا في دولة ثانية؟
تقول رنا (كلية الصيدلة): أنجزت جميع الشروط المطلوبة، من امتحان اللغة إلى النشر في مجلة محلية وغيرها من الأمور، لكن لم أستطع نشر رسالة الماجستير في مجلة خارجية. فأحد الشروط هو النشر في مجلة علمية محكمة. وتكمل قولها: حاولت جاهدة نشرها في مجلة خارجية، وأرسلت العديد من الرسائل عبر الإنترنت لعدد من المجلات، لكنني لم أتلق أي جواب، وبالتالي خسرت فرصتي بأن أحصل على شهادة الدكتوراه. وهنا أتوجه بالسؤال لمن حرموني إكمال دراستي: هل عدم نشر دراستي في مجلة خارجية يقلل من قيمة هذه الدراسة ويجعلني غير مؤهلة للدكتوراه؟!
وأكد عدد من خريجي الماجستير: أن هذه الشروط خاصة بجامعة دمشق، ولا تطبق في باقي الجامعات (البعث – تشرين – حلب)، حتى إنها لم تصدر عن مجلس التعليم العالي، وبالتالي إن هذا الأمر سيخل بقواعد معادلة الشهادات المعتمد في وزارة التعليم العالي.
ويتساءل الطلاب ما هو التميز الذي يعطيه نشر مقالة في مجلة علمية دولية مدفوعة الكلفة؟ هل ترتقي بالدراسة؟ هل تجعلها أصدق عندما يصادق عليها دكاترة أجانب؟ هل يعتقد دكاترتنا داخلياً أنهم غير مؤهلين لتقييم الدراسة كما يجب؟ ما الذي يمنع وجود أكثر من ثلاثة طلاب دكتوراه في السنة؟ هل هي الكلف أم قلة المشرفين أم ماذا؟
وأخيراً لماذا لدينا هذا العدد الكبير من الأسئلة بلا أجوبة؟