أربعون الرفيق أحمد لكّه.. ذاكرة منظمة

لم يعد بيننا الرفيق أحمد لكّه (أبو عبدو)، كان ذاكرة حية لمنظمة دوما للحزب الشيوعي السوري.. انتسب إلى الحزب عام 1954 عن طريق الرفيق أبو قاسم المليح، عائلته من أفقر عائلات دوما، وحيد على خمس بنات.. تحدّى زمانه.. تحدى كبرياءه.. نشل نفسه من جحيم الفقر والعوز والحرمان.. تخطّى حدود الزمان والمكان.. لاقى مرارة الحياة بعزيمة لا تلين.. الرفيق أبو عبدو شخصية فريدة، عزيمة وثابة، درس حتى الرابع الابتدائي في بيته، ومحله كان مفتوحاً للجميع.. كان يحدد المواقف الصعبة ببصيرة نافذة، شهد له الجميع بذلك.

عرفته عام ،1974 كان يتقن المقاربة في قناعاته بمواقف حياتية رائعة، قل نظيرها عند غيره.. قارئ متميز.. يتقن محاورة الآخرين باستعداد فكري ونظري رائع.. الكثيرون من الرفاق انتسبوا إلى الحزب عن طريق الرفيق أبي عبدو.. اتفقت معه على كتابة تاريخ المنظمة، لكن الأحداث الأخيرة حالت دون ذلك.. وهنا لا يسعني إلا أن أسلط بعض الضوء على تاريخ منظمة دوما للحزب.

يعود التأسيس لعام 1950 تقريباً، ولرفاق من عائلة ناجي، فكانت أولى الخلايا الحزبية.. عمل في منظمة دوما وريف دمشق الرفاق: نجاة قصاب حسن، لطفي آل رشي، بكري البكاري، يوسف نمر، إسماعيل ظاظا، عدنان آل رشي، وغيرهم كثيرون.

توسعت المنظمة وانتشرت في الكثير من العائلات، ودخل السجن العشرات من الرفاق أيام الوحدة 1958.

أرسلت منظمة دوما ستة عشر رفيقاً للدراسة في الخارج، دخل الرفاق في مجمل الحياة السياسية والاقتصادية في المدينة.. ساهموا في تأسيس جمعية النقل التعاونية والجمعية الخيرية.. تعرض هؤلاء الرفاق للكثير من المضايقات خلال نشاطهم السياسي في المدينة.

في أربعين الرفيق أبي عبدو.. ننحني إجلالاً للرفاق الذين رحلوا بصمت دون أن يذكرهم أحد.. ولرفاق مازالوا يكافحون في ظروف قاهرة وعصيبة، وهم ينظرون إلى المستقبل بأمل أن يعود لسورية ألقها الحضاري والديمقراطي لمافيه خير شعبنا.

العدد 1140 - 22/01/2025