86 اختراعاً لسعيد مليح

أكثر من ستة وثمانين اختراعاً للمخترع سعيد مليح، إضافة إلى عشرات شهادات التقدير والميداليات الفضية والذهبية والبرونزية، وشارك في أكثر من أربعة عشر معرضاً للاختراع والإبداع، وسجل باسمه ستة ابتكارات بينها جهاز لمكافحة الصقيع، وحصادة آلية، وجهاز ميكرو متر، وجرار زراعي، ووثائق أصيلة من وزارة الصناعة الفرنسية ودبلوم في صناعة السيارات من تشيكوسلوفاكيا.. وهو يطرح سؤالاً: لماذا لا يستفاد من اختراعات المخترعين في وطني؟!

حين تدخل إلى منزله تقف أمام عدة اختراعات، منها الجرار الزراعي، والمراوح لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الهواء، والحيوان الآلي المنبة للزلازل، أو الرافعة الشوكية، وغيرها من الاختراعات تشعر أن الإبداع ليس وقفاً على أصحاب الدراسات والشهادات العلمية، المخترع الذي لا يحمل سوى شهادة إعدادية يقدم اختراعات لا مثيل لها في العالم، ألا يستحق منا مد يد المساعدة للاستفادة من خبرته وعلمه في تطوير واستثمار طاقته..؟ علماً أن اختراعاته تستهدف خدمة المجتمع وتوفير الطاقة الكهربائية بأقل التكاليف وأعلى مردود، كما في المراوح التي تقي مواسم زراعية من الصقيع وتحميها.

زارته جريدة (النور) في منزله، وبين أنه قبل ستة عقود كانت حياته صعبة، لكنه عشق العلم، وحين طرق باب الاختراع كان أول ابتكاراته سيارة تتحرك بطريقة دفع الهواء من داخلها بفعل محرك يجعلها تسير إلى الأمام. والثاني جرار زراعي له فوائد توليد الكهرباء وضخ الماء، ثم حصادة ميكانيكية تعمل دون محرك حصل من خلالها على براءة اختراع، وآلة لمكافحة الصقيع في الحقول المشجرة والبيوت البلاستيكية وقتل الحشرات عبر جهاز خاص فيها في الأماكن المأهولة، ولكن فكرة توفير بديل ممكن لتوليد التيار الكهربائي لا يعادلها شيء، إذ عمل لسنوات وواجه معضلة أوقفته سبع سنوات، لكنه حل اللغز (منع تخامد النواس)، مستفيداً من القدرة الكامنة في كتلته بتحويل حركته الجيبية إلى حركة دوارنية منتظمة، وهو الأول من نوعه في العالم، لكنه تحفّظ عن ذكر تفاصيل الاختراع.

 واجه المجتمع بأن زمن الاختراعات ولى، والأهم التطبيقات الرقمية، لكنه عمل على (القدرة الميكانيكية الرابعة) أو ميكانيك ثقيل يعمل بتحريك النواس الثقلي بمنع تخامده دارة هيدورليكية من ضمن الآلة ويستفاد منها في توليد الطاقة الكهربائية 220-380 فولت، والاستفادة منها في إضاءة المنزل وتشغيل خطوط العصائر واستخراج الماء من التفل بقدرة تصل إلى 1400 حصان.

ظل المخترع سعيد مليح رئيس فرع جمعية المخترعين بالسويداء وطنياً بامتياز، رغم اتصالات بعض الدول الصناعية به للاستفادة من خبرته، فآثر البقاء قائلاً: أرفض كل العروض يقيناً مني أن بلدي هو الأحق باختراعاتي، وأنا عضو مؤتمر الإبداع الوطني والاعتماد على الذات ومن خلاله حصلت على ثناء من السيد الرئيس.

أخيراً، أليس من حق وطننا الاستفادة من اختراعات أبنائه في التطوير والتنمية؟ والأهم لماذا المؤسسات والشركات لا تستفيد من هؤلاء ونحن اليوم بأمس الحاجة إليهم؟ أم سيبقى ممن ينطبق عليهم المثل (لا كرامة لنبي في بلده)؟!

العدد 1140 - 22/01/2025